الصورة ذاتها تتكرر وتأتى عادة بعد زخات الرصاص على منطقة معينة: أم تجر أطفالا، تحمل فراشا أو أغطية، وتمشى فى الريح والمجهول.. على الحدود السورية التركية، هناك منطقة شريطية من الألغام تفصل بين البلدين، المعبر تسيطر عليه قوات الجيش الحر، كمعظم الحدود تقريبا فيما عدا باب اللاذقية حيث قوات الجيش النظامى. تمتد الأراضى الزراعية بلونها المائل للحمرة لمسافات ومسافات، الطين الكثيف يعوق الحركة تحت الأمطار الغزيرة التى لا تنقطع، آثار متعلقات سقطت من أصحابها، وأحذية غرست فى الوحل فتركها أصحابها ليلوذوا بالفرار.. يا روح ما بعدك الروح، وطريق التهريب يكون أحيانا هو الحل الوحيد، سواء لعدم حصول الشخص الهارب على تأشيرة دخول رسمية إلى الأراضى التركية أو عدم وجود إذن بالدخول أو حتى عدم امتلاكه لجواز سفر من الأساس.
يتم التنسيق بين أطراف متوافقين من الجانبين، ويبدأ طريق «رأس الرجاء الصالح»، إذ يسلك المتهربون طرقا أطول، وأحيانا يرجعون من منتصف الطريق بسبب القصف، ثم يعاودون الكرة مرة أخرى، أما إذا تم الإمساك بهم فيرحلون إلى حيث أتوا، ويعاودون الكرة مرة أخرى.