تواصلت أمس الثلاثاء بالأردن الاحتجاجات الشعبية ضد قرار الحكومة رفع أسعار المشتقات النفطية، حيث شهدت العاصمة "عمان" وعدد من المحافظات مسيرات ووقفات احتجاجية واعتصامات كان أكثرها سخونة في محافظة معان (250 كم جنوب عمان).
ونظم حزب جبهة العمل الإسلامي- الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن، مساء أمس الثلاثاء، مهرجاناً خطابياً في منطقة "دوار صويلح" بالعاصمة "عمان"؛ للمطالبة بتراجع الحكومة عن قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وإجراء إصلاحات شاملة ومحاربة الفساد ونصرة لأبناء غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي الإجرامي.
وأكدد المشاركون في المهرجان رفضهم قرار الحكومة الأخير برفع الدعم عن المشتقات النفطية والمطالبة بإقالتها، معتبرين أن إرجاع مقدرات الوطن المنهوبة إلى خزينة الدولة القرار الصائب بدلاً من رفع الدعم"على حد تعبيرهم".
وشهدت محافظة "إربد" (95 كم شمال عمان) مسيرة انطلقت من أمام مسجد "نوح القضاة"، واستقرت أمام البوابة الشمالية لجامعة اليرموك، دعا المشاركون فيها إلى التراجع عن قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية وإجراء إصلاحات شاملة وضرورة الوحدة الوطنية والحفاظ على مكتسبات الوطن ونبذ أعمال العنف أيا كان شكلها.
ونفذت الحراكات الشعبية والإصلاحية في محافظة عجلون (76 كم شمال غرب عمان) اعتصاماً احتجاجاً على قرار الحكومة برفع الدعم عن المحروقات، داعين الحكومة إلى البحث عن وسائل أخرى لدعم الخزينة من بينها محاربة الفساد.
كما دافع رئيس الوزراء الأردني- الدكتور عبد الله النسور، عن قرار حكومته برفع الدعم عن المشتقات النفطية، بالقول إن "الحكومة لو لم تتخذ القرار في الوقت المناسب لكان البديل أسوأ على الاقتصاد الأردني، مؤكداً أن القرار لا بديل عنه للدولة الأردنية، وأن أي قرارات أخرى لا يمكن أن تحل الأزمة المالية التي تواجه الاقتصاد الأردني على المدى القصير.
وخلفت الاحتجاجات على رفع الحكومة أسعار المشتقات النفطية، والتي بدأت مساء يوم الثلاثاء الماضي، قتيلاً واحداً و71 مصاباً من بينهم 54 من قوات الأمن العام والدرك الأردنية، فيما جرى اعتقال 158 شخصاً تم إطلاق سراح العديد منهم ممن لم يثبت ضلوعهم في أعمال الشغب وإحراق العديد من المباني الحكومية والخاصة خلال تلك الاحتجاجات.