شهدت العاصمة الأردنية عمان والعديد من محافظات المملكة احتجاجات واسعة بعد قرار الحكومة رفع أسعار المشتقات النفطية مساء الثلاثاء. وبدأت الاحتجاجات الشعبية فور إعلان القرار، حيث خرج العشرات من المواطنين والمعارضة والتجمعات الشبابية إلى منطقة "دوار الداخلية" في العاصمة عمان للدخول في اعتصام مفتوح. وقد خرج المحتجون على قرار الحكومة الأردنية برفع أسعار المشتقات النفطية في منطقة "دوار الداخلية"، وهو أحد الميادين الحيوية بالعاصمة عمان، عن سيطرة قوات الأمن وقاموا بإغلاق الدوار إغلاقا تاما وسط هتافات عالية السقوف وتزايد لأعداد المحتجين بالميدان وتواجد أمني كثيف. وامتدت الاحتجاجات الواسعة إلى العديد من المحافظات حيث قذف محتجون في محافظة الكرك (140 كم جنوب عمان) مبنى المحافظة بالبيض بعد قرار الحكومة رفع الأسعار وقاموا بإحراق الإطارات أمام المبنى قبل أن تقوم قوات الدرك بتفريق المحتجين بالغاز المسيل للدموع. وطالب العشرات من المواطنين بمحافظة الكرك بإسقاط الحكومة والعودة عن قرار رفع الأسعار وحذروا من العواقب وسط هتافات عالية السقف وسط تواجد لقوات الدرك الأردنية في محيط المسيرة، كما شهدت منطقة المزار الجنوبي حراكا واسعا أدى إلى إغلاق للشوارع وسط أنباء عن إغلاق مبنى بلدية المزار بالحجارة ومحاولة اقتحام المؤسسة الاستهلاكية المدنية والعسكرية. وانطلقت مسيرة في محافظة إربد (95 كم شمال عمان) من دوار الشهيد وصفي التل شارك بها العشرات من أبناء المحافظة مطالبين الحكومة الأردنية بإعادة الأموال المنهوبة بدلا من رفع الأسعار وحثوا المواطنين على النزول إلى الشوارع والتعبير عن رأيهم وسط توقف تام لحركة السير في المنطقة المحيطة بالاحتجاجات ، كما أعلن العديد من سائقي التاكسي في إربد الإضراب عن العمل. وأغلق العشرات في محافظة المفرق (75 كم شمال شرق عمان) الطريق الرئيسي بعد أن قاموا بحرق الإطارات إثر قرار الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية. واندلعت احتجاجات عنيفة في مدينة "السلط " بمحافظة البلقاء (30 كم شمال غرب عمان) مسقط رأس رئيس الحكومة الأردنية الدكتور عبدالله النسور تخللها حرق للاطارات وقذفها على طريق عمان - السلط ما أدى إلى إغلاقه، كما ارتفع سقف الهتافات احتجاجا على قرار الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية. ويعتزم عدد من الحراكات الاعتصام أمام منزل رئيس الحكومة الأردنية بالسلط حتى رحيلها "على حد قولهم". وانطلقت مسيرة في محافظة معان (250 كم جنوب عمان) ضمت المئات حتى وسط مدينة معان باتجاه دوار "عرار" حيث اندلعت أعمال شغب وتم إحراق الإطارات احتجاجا على رفع أسعار المشتقات النفطية. وهدد عدد من الأردنيين في محافظة معان بتنفيذ عصيان مدني في العمل غدا الأربعاء بسب القرار. كما شهدت محافظة الطفيلة (180 كم جنوب عمان) ومأدبا (30 كم جنوب غرب عمان) ومدينة الرمثا بمحافظة إربد هتافات عالية السقوف تجاوزت الخطوط الحمراء، كما تم إغلاق الطرق وسط أنباء عن سماع أصوات طلقات نارية في محافظة الكرك (140 كم جنوب عمان). وأعلن ناشطون أردنيون إضرابا شاملا غدا الأربعاء، فيما توعد معتصمو "دوار الداخلية" وسط العاصمة الأردنية "عمان" بالمبيت في الدوار لبدء اعتصام مفتوح حتى تتراجع الحكومة الأردنية عن قرارها. ودعا الدكتور همام سعيد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن في تصريح له مساء اليوم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى تدارك الأمور بالعودة عن رفع الأسعار .. مشيرا إلى أن الشعب الأردني غير قادر على تحمل أعباء جديدة. وطالب بالإسراع في إصلاحات دستورية تعيد السلطة إلى الشعب حتى يقوم بمحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال والشركات والأراضي المنهوبة، كما دعا إلى تأجيل انتخابات "الصوت الواحد "لأن الأجواء الحالية لا تمهد لانتخابات مقبولة شعبيا "على حد قوله". واعتبر سعيد أن قرار رفع الأسعار يطال كل فرد من أفراد المجتمع ويحرم الأردنيين من أقل درجات العيش الكريم .. لافتا إلى أن حديث الحكومة عن دعم نقدي فيه "استغفال للناس" ولا يمكن أن يعوض رفع الأسعار "على حد وصفه". بدوره، ندد حزب التحرر الوطني الاجتماعي الأردني بشدة في بيان أصدره الليلة بقرار حكومة الدكتور عبدالله النسور زيادة أسعار الطاقة واعتبره عدوانا سافرا على الفئات الشعبية تنبغي مواجهته شعبيا وإسقاطه فورا. كانت الحكومة الأردنية قررت مساء اليوم"الثلاثاء" رفع أسعار المشتقات النفطية اعتبارا من منتصف الليلة في خطوة تهدف إلى تحرير تلك الأسعار، وزاد سعر اسطوانة الغاز المنزلي (5ر12 كجم) بموجب القرار إلى 10 دنانير مقابل 5ر6 دينار، فيما ارتفع سعر البنزين (أوكتان 90) ليصبح 800 فلس فيما زاد سعر السولار إلى 685 فلسا للتر والجاز إلى 685 فلسا للتر (الدولار الأمريكي يساوي 708ر0 دينار أردني). كانت الحكومة الأردنية السابقة قد زادت سعر البنزين (أوكتان 95) بنسبة 25 \% والبنزين (أوكتان 90) بنسبة 13 \% خلال شهري مايو ويونيو الماضيين.