حضور مصر جاء قويا فى المؤتمر السنوى لاتحاد المصارف العربية المنعقد حاليا فى العاصمة اللبنانية بيروت، من خلال السؤال على الوضع السياسى وامكانية التوصل الى توافق مجتمعى، يسهل عودة الاستثمارات العربية الى مصر، خاصة أن الكثيرين من اصحاب الاعمال والبنوك العربية لديهم رغبة قوية للسوق المصرية. من جانبه توقع رئيس اتحاد المصارف العربية عدنان يوسف ان ترد استثمارات للمنطقة العربية بنحو 53 مليار دولار خلال الفترة المقبلة، وأن يكون لمصر نصيب كبير منها، مشيرا الى ان هذا مرهون بالوضع السياسى وانتهاء مرحلة التجذاب والاستقطاب.
وقال عدنان ل«الشروق» ان مصر تستطيع ان تنهض دون مساعدات بشرط الاستقرار، مشيرا الى ان الاقتصاد المصرى يمتلك نقاطا ايجابية كبيرة، فلايزال القطاع المصرفى المصرى متماسكا ويحقق ارباحا جيدة. وأضاف يوسف أن المصارف العربية حققت المزيد من التطور على الصعيد الدولى، وذلك بدخول 80 مصرفا عربيا فى قائمة أكبر ألف مصرف فى العالم، منها 5 بنوك مصرية على راسها «الاهلى المصرى ومصر والتجارى الدولى».
فى السياق ذاته قال مسئول مغربى باتحاد المصارف ان رغبة البنوك الكبرى سواء العربية او العالمية فى دخول السوق المصرية، تؤكد على وجود فرص كبيرة للاستثمار فى ذلك السوق الكبيرة، مشيرا الى ان بنوك مغربية مثل وفا المغربى ابدى استعداد للدخول السوق المصرية من خلال شراء وحدات مصرفية اجنية معروضة للبيع.
وقد اعلنت عدة بنوك مثل وفا المغربى وايش التركى وقطر الوطنى رغبتها فى دخول السوق المصرية. وقال مصدر مصرفى فى احد البنوك العربية الكبرى، إن «تخارج المجموعتين الفرنسيتين سوسيته وباريبا من السوق المصرية، يأتى ضمن خطة البنك الأوروبى للتخلص من بعض الأصول خارج فرنسا، بسبب الأزمة المالية التى تعانيها السوق الأوروبية؛ ولا يعنى وجود مخاوف من الاستثمار فى السوق المصرية.
وتوقع الخبير المصرفى، أحمد آدم، أن تتم عمليات بيع بعض البنوك المصرية إلى بنوك عربية بالدرجة الأولى خلال الفترة المقبلة وسط أنباء عن دخول بنوك إقليمية جديدة للسوق المصرية. وأشار آدم إلى عدد من الإيجابيات لدخول بنوك جديدة فى السوق منها تغطية العجز فى المخصصات؛ حيث إن أغلب البنوك المصرية تعانى عجزا كبيرا فى المخصصات، وستتمكن البنوك التى ستقوم بالشراء بتغطية العجز فى المخصصات طبقا لبرامج زمنية تم تحديدها والاتفاق عليها مع البنك المركزى المصرى.
وأضاف آدم أن جميع البنوك التى تم بيعها فى وقت سابق استطاعت تغطية العجز فى مخصصاتها ما عدا بنك واحد فقط يمكن له تغطية العجز فى مخصصاته بالكامل نهاية هذا العام، وهو ما جعل محافظ البنك المركزى المصرى يؤكد فى مناسبات متعددة أن جميع بنوك مصر باتت حاليا تحقق صافى أرباح عدا بنك واحد فقط.
ويعتبر آدم وجود بنوك عربية وأجنبية أداة مساندة لتحقيق زيادة واضحة فى الاستثمارات المباشرة الداخلة لمصر فقد أسهم تكالب الاستثمارات الأجنبية والعربية على القطاع المصرفى المصرى فى زيادة واضحة بالاستثمارات المباشرة الداخلة لمصر، وأثر بالتبعية على صافى الاستثمار المباشر مما انعكس إيجابيا على ناتج ميزان المدفوعات. إلا أن الأزمة العالمية أحدثت تباطؤا فى الاستثمارات المباشرة الداخلة لمصر، ثم جاءت تداعيات ثورة 25 يناير لكى تظل مصر فى حالة من عدم الاستقرار، تنخفض معها الاستثمارات الأجنبية الداخلة لمصر لأدنى مستوياتها.