فيما يشبه أفلام الأكشن، اقتحم 5 مسلحين شقة تسكنها، سيدة برفقة ابنتيها، بحدائق المعادى، فجر الجمعة الماضى، بعد أن أوهموها، بأنهم ضباط مباحث جاءوا فى مأمورية لتنفيذ أحكام صادرة ضد عم بناتها، فقاموا باختطاف حفيدتها، التى لم يتجاوز عمرها عامين، ولاذوا بالفرار، بعد تفتيش الشقة، والاعتداء على من فيها، واطلاق أعيرة نارية فى الهواء. بداية الأزمة القصة تروى تفاصيلها ل«الشروق» رابعة محمد عباس،21 عاما، الابنة الصغرى للسيدة المشار إليها، وأم الطفلة هالة محمد، التى اختطفت بواسطة المسلحين.
تقول رابعة: إنها تزوجت وسنها 18 عاما، من شاب أردنى الجنسية، يدعى محمد نصيف خليل، 25 عاما، عن طريق علاقة زمالة تربط احدى قريباته بوالدتها فى العمل، مشيرة الى أن زوجها أقنعهم بأن والدته، مصرية الجنسية، تمتلك شركة للإنتاج الفنى بالقاهرة وأنه يعمل مديرا مسئولا لتلك الشركة.
وتكمل رابعة: خلال الثلاثة أشهر الاولى للزواج تبدلت أحوال أسرته وفوجئت بزوجى ووالدته يتعمدان الاستهزاء بى على الدوام وكانت فكرة الطلاق تراودنى، الا أننى ظللت أتحمل، خاصة بعدما تبين لى أنى حامل».
وتابعت رابعة: «فوجئت خلال الشهر الرابع من زواجنا بأن زوجى لا يعمل، نظرا لأن شركة الانتاج الفنى المملوكة لوالدته مغلقة وأنها تعتمد على ثروة زوجها الثانى رجل الاعمال، والذى يمتلك العديد من العقارات والابراج السكنية والمزارع، كمصدر للإنفاق على الاسرة».
وأضافت رابعة: أن زوجها أبلغها بأنه يعتزم على العودة الى الاردن للعمل هناك، ووافقت على السفر حتى لا يشعر زوجها بأنها تعيق رغبته فى العمل والانفاق على الأسرة، و«ظننت أن مشاكلى مع زوجى ستنتهى بمجرد سفرنا خاصة أننا رزقنا فى الاشهر الاولى لوصولنا الى الاردن بطفلتنا، هالة، وتخيلت أن وجودها سيقلل من حدة الخلاف بيننا الا أن ذلك الخلاف تضاعف بعد اكتشافى ان سفرنا الى الاردن لم يكن لرغبته فى العمل والانفاق على الاسرة وانما كان هروبا من أحكام بالحبس صادرة ضده فى قضايا تزوير وشيكات بدون رصيد، فضلا عن تركه للعمل الذى لحق به فى الاردن بعد اتهامه من قبل ادارة محطة الوقود التى كان يعمل بها فى قضية اختلاس مال عام»، لافتة الى أنها اصيب بمرض شديد، عقب اكتشافها لهذه الامور ومن ثم طلبت منه السفر الى القاهرة، فرفض، فساءت حالتها المرضية، وأكد له الاطباء ضرورة سفرها إلى القاهرة حتى تستريح نفسيا إلا انه لم يستجب لطلب الاطباء او طلبها حتى كادت تفارق الحياة.
وتابعت: «ظل زوجى يساومنى بترك طفلتى معه فى الاردن فى حالة سفرى الى القاهرة، الا أننى رفضت ذلك وبعد معاناه شديدة وافق على سفرى للقاهرة بمفردى لقضاء إجازة مع اسرتى لا تتجاوز شهرا واحدا، وغادرت الاردن وتركت طفلتى معه هو ووالدته على امل العودة لها بعد شهر واحد اقضيه مع اسرتى، وعقب وصولى الى القاهرة بيوم واحد اجريت اتصالا هاتفيا به للاطمئنان على ابنتى هالة، فرد عليها بأسلوب سيئ، وأبلغها بانه لا يريد رؤيتها مرة أخرى مهددا اياها بأنه فى حالة رجوعها الى الاردن فانه سيعيدها الى اسرتها جثة هامدة».
وأوضحت رابعة انها استشارت أكثر من محام فى موقف زوجها المتعنت خاصة أنه طالبها بالتوقيع على تنازل رسمى عن الطفلة حتى تتم عملية الطلاق، وأبلغوها بأن تنازلها فى تلك الحالة سيتم اعتباره تنازل باطل قانونا لا يمكن الاعتداد به لأنه تم توقيعه تحت إكراه، ومن هنا أبدت موافقتها على التوقيع على التنازل وفى نيتها اتباع الطرق القانونية فى استعادة ابنتها اليها عقب الطلاق.
وأضافت رابعة ان زوجها لم يتمكن من العودة الى القاهرة بسبب الاحكام الصادرة ضده ومن ثم عادت والدته، وتمت عملية الطلاق بموجب توكيل رسمى حرره لاحد أقاربه، وانقطعت علاقتها بهم بعد الطلاق حتى علمت ان حماتها تقيم مع الطفلة فى القاهرة ووافقت الجدة على ان تقابلها فى أحد الاسواق التجارية الشهيرة بالمعادى، وبالفعل تم اللقاء واثناء ذلك افتعلت الجدة مشكلة لإحراج الام التى لم تتمكن من البقاء مع طفلتها واتهمتها بمحاولة خطف الطفلة، وعلا صراخها فى طلب رجال الامن القائمين على تأمين السوق التجارية الشهى، وصعدت المشكلة وطالبت بالاتصال بوحدة المباحث الموجودة بقسم شرطة المعادى لإلقاء القبض عليها وبالفعل حضرت قوة من القسم واصطحبوها الى مقر القسم وتم تحرير محضر بالواقعة احيل للنيابة وصدر بناء عليه قرار بتسليم الطفلة، هالة، الى أمها على ان يكون القرار واجب التنفيذ فى وقت صدوره بالقوة الجبرية اذا لزم الامر.
اقتحام الشقة وخطف الطفلة «لم تكن تهديداتها محل اهتمام بالنسبة لى نظرا لان كل اهتمامى كان منصب على استعادة طفلتى،.. هكذا قالت رابعة، مشيرة الى انها لم تتصور أن يكون رد زوجها ووالدته على تنفيذ قرارهم القانونى الصادر من نيابة الاسرة بهذه البشاعة، قائلة: استيقظنا فى ساعات مبكرة من فجر الجمعة الماضى على صوت جرس الباب يدق بشكل مزعج، فأسرعت والدتى باتجاه الباب وعندما فتحت فوجئت بخمسة مسلحين يسألونها عن عمى ياسر فأخبرتهم بأنه لا يقيم فى شقتنا ومن ثم اقتحموا الشقة وأقدموا على تفتيشها واختطفوا ابنتى، من يد أختى الكبرى وهربوا بها الى سيارة ماركة، جيب شيروكى، كانت تنتظرهم على بداية الشارع وعندما عمى وأختى الكبرى اللحاق بهم لمعرفة رقم السيارة اطلقوا عدة طلقات فى الهواء بغرض إبعادهم ومن ثم لم يتمكنوا من الوصول اليهم بينما صرخ أحدهم بصوت عال «خلى الحكومة تنفعكم».
المعاناة فى أقسام الشرطة ومديرية الأمن قالت رابعة انه عقب واقعة الاختطاف توجهوا بصحبة عمها واختها الى قسم شرطة دار السلام فى محاولة منها لإيجاد طريقة سريعة تستعيد بها طفلتها قبل ان تهرب بها والدة طليقها الى الاردن، الا أنها لم تجد سوى عدد من الجنود فى القسم ولم تجد ايا من الضباط ومن ثم انتظرت قرابة ساعة حتى جاء أحد الضباط الذى تعامل معهم وعلى حد قولها بنوع من الاستهزاء، مشيرة الى ان ضابط قسم دار السلام ابلغهم بان قضيتهم ليست من مجال اختصاصاته، ومن ثم قرروا الذهاب الى مديرية الامن والتى على حد قولها لم يختلف التعامل فيها عن المعاملة فى قسم دار السلام، لافتة الى أنهم تمكنوا من مقابلة عميد شرطة وبعد سردهم لتفاصيل الواقعة عليه قال لهم انه لا يستطيع اتخاذ اية اجراءات ووجههم الى قسم شرطة الدرب الاحمر، واشارت رابعة الى انها طلبت منه اتخاذ اية اجراءات تمنع والدة طليقها من السفر بطفلتها فجاء رده قائلا «البلد فى حالة فوضى».
أكدت رابعة ان اسرة طليقها لم تكتف باختطاف الطفلة وانما داوموا خلال الايام الاخيرة على توجيه تهديدات لأسرتها عن طريق الهاتف، مشيرة الى أنها تلقت اتصالا هاتفيا من طليقها بعد 7 ساعات من عملية اختطاف الطفلة أبلغها فيه بأن الطفلة معه الآن، موجها لها تهديدات بقتلها وقتل عمها ياسر.