حذر هو جينتاو، الرئيس الصيني المنتهية ولايته، اليوم الخميس، من أن آفة الفساد المستشري في البلاد، قد تكون "مميتة" بالنسبة للنظام، ودعا إلى مزيد من الديموقراطية في الصين، وذلك خلال خطاب ألقاه لدى افتتاح المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني. كما دعا "جينتاو" إلى تحويل الصين "قوة بحرية"، في وقت تتنازع مع اليابان السيادة على إرخبيل في بحر الصين الشرقي، وتسعى بكين إلى تحدي القوة الأميركية في المحيط الهادئ، مشيرا إلى أن على بكين التي أطلقت أولى حاملات طائراتها في سبتمبر "المدافعة بعزم عن حقوقها ومصالحها البحرية".
وحذر "جينتاو" من أن الفساد الذي ينخر المجتمع الصيني قد يؤدي إلى "انهيار الحزب والدولة"، و"إذا ما فشلنا في معالجة هذه المسألة بالشكل الصحيح، قد تكون مميتة"، في وقت ضجت البلاد بسلسلة فضائح سياسية ومالية تورطت فيها عائلات كبار القادة، بينهم عضو المكتب السياسي بو شيلاي الذي تم فصله من الحزب بانتظار صدور الحكم عليه.
كما لفت جينتاو إلى أهمية الإصلاحات السياسية، وهو من المجالات التي يعتبر سجل النظام الصيني فيه من الأكثر هزالة، قائلاً: "علينا مواصلة جهودنا، بفعالية وحذر، لمواصلة الإصلاح للبنية السياسية وتوسيع إطار الديمقراطية الشعبية". كما شدد الرئيس الصيني في خطابه الذي استمر 90 دقيقة على ضرورة ضمان الحزب الشيوعي إلا يقوم أي زعيم باستغلال نفوذه، وأنه "سيتأكد من أن القادة يحترمون القانون فكرا وفعلا".
أما على الصعيد الاقتصادي، فاعتبر هو جينتاو أن على الصين أن تطور "نموذجا جديدا للنمو"، في حين يشهد الاقتصاد الثاني العالمي تباطؤا واضحا، وقال: "ردا على التغييرات الاقتصادية على الصعيد الوطني والدولي، يجب الاسراع بإقامة نموذج جديد للنمو يستند على نوعية وأداء مطورين"، ويبقى الاقتصاد الصيني شديد الاعتماد على الاستثمار والصادرات على حساب استهلاك الأسر.