احتج المخرج المسرحى محمد الشرقاوى على تعنت الرقابة على المصنفات الفنية ضد مسرحيته الجديدة «عاشقين ترابك.. I don't understand» بعدما رفضت الرقابة منحهم تصريحا للعرض الجماهيرى إلا بعد مطالبة المخرج بحذف بعض مشاهد المسرحية، احدها لشخصيات ملتحية وآخر يتضمن إسقاطا على رئيس الوزراء.
وقد قدم الشرقاوى بداية الأسبوع الجارى عرضا خاصا للمسرحية بقاعة صلاح جاهين بالبالون إصرارا منه على مواصلة العرض كما هو وعدم حذف كلمة واحدة منه وقال : كان مقررا للعرض أن يفتتح الخميس الماضى وزارتنا لجنة الرقابة على المصنفات مساء الأربعاء لتشاهده ومنحه تصريح التصوير ولكننى فوجئت عقب انتهاء العرض بمطالبة من لجنة الرقابة بحذف جميع شخصيات الملتحين فى العرض وأيضا طالبتنى بحذف مشهد يتضمن إسقاطا على رئيس الوزراء وفشله فى التعامل مع الملف الأفريقى ويتضمن كلمة قنديل فى هذا الصدد.
وعن ضرورة هذه المشاهد فى العرض قال الشرقاوى: نقدم كباريها سياسيا من 8 اسكتشات ومشاهد الملتحين جزء من العمل وتأتى فى إطار انتقادنا للمتطرفين من الجانب الإسلامى وأيضا من الجانب الآخر العلمانى أو الليبرالى فنحن ننتقد من يريدون مصر عارية أو يريدونها ولاية ضمن الخلافة والتى تكون عاصمتها القدس، وأضاف الشرقاوى: انا اتساءل ألم يقل أحد قياداتهم هذا الحديث بالفعل أم نحن نتجنى عليهم ؟ وبالنسبة لرئيس الوزراء فيأتى الانتقاد نتيجة اخفاقه فى التعامل مع الملف الأفريقى وهو مشهد واحد ضمن مشاهد المسرحية بأكملها.
ونوه الشرقاوى إلى أن أزمته الآن ليست مع التيارات الدينية أو الإخوان ولكنها مع الرقابة التى يريد أعضاؤها إظهار أنهم « ملكيون أكثر من الملك فى إشارة إلى رغبتهم فى منع مشاهد ربما لن يعترض عليها من قبل النظام الحاكم ولكنه رغبة فى تقديم فروض الولاء للنظام الجديد. كما كشف الشرقاوى أيضا ان مدير الرقابة عصام الطحاوى ومدير المسرح عصام الشويخ متضامنان تماما مع العرض ولكن الأزمة تأتى من أحد أعضاء لجنة الرقابة الذى يتشدد تجاه عدم منح التصريح إلا بعد حذف ما يراه مخالفا.
وعن الموقف الان قال : كان مقررا ان تفتح المسرحية الخميس ولكن تم التأجيل ليوم الأحد وننتظر موقف الرقابة النهائى وأنا من جانبى لن أغير موقفى فسوف نظل كفريق عرض متمسكين بجميع مشاهدها.
الشرقاوى وصف عمله بأنه دراما عن الفن والوطن فى «كباريه سياسى» تتوزع احداثه على 8 لوحات كل منها تناقش احدى قضايا المجتمع المصرى.
و عن اسم العرض (I don't understand ) والذى يعنى (أنا لا أفهم)، قال إنه معبر عن الظروف السياسية التى تتغير فيها القرارات دون مرجعية واضحة وحالة الارتباك التى نمر بها جميعا، فنحن لا نفهم مما يحدث سوى حبنا لهذا الوطن.
أولى لوحات العرض عن الثورة المضادة وهى محاولة للرد على سؤال «ماذا فعلت الثورة ؟» عن طريق فرضية : ماذا لو لم تنجح ثورة 25 يناير ؟
بينما تتحدث اللوحة الثانية عن الصراع بين الأحزاب الدينية والأحزاب المدنية لمناقشة التطرف بأشكاله المختلفة المدنى والدينى وكيف يرى كل طرف بشكل خاطىء تماما.
اللوحة الثالثة عبارة عن «ستاند أب» كوميدى بطلها الأراجوز الذى يجسد ضمير الأمة والذى يناقش فعل الانتخاب وهل الديمقراطية هى نزاهة الصندوق الانتخابى فقط أم انها لها مدلولات غائبة عن المجتمع؟
وتعيد اللوحة الرابعة طرح سؤال الثنائية التى تدور مصر فيها منذ أيام محمد على.. المستبد المستنير أم رجل الدين؟ بينما تبحث اللوحة الخامسة عن قارب النجاة واللوحة التالية لها تضع أمن الدولة ومترادفاته الحالية فى بؤرة الضوء وهم من اعتادوا التزوير والبطش وتدمير العلاقات الإنسانية.
أما اللوحة السابعة فهى تحكى عن ممثل يتمرد على سلطة المخرج واللوحة الأخيرة تجسد محاولة لترجمة ما نادى به الشعب فى ميدان التحرير بصورة فنية لتقدم لوحة مصر 2050 لو حذفنا ماذا وأضفنا ماذا مصر كيف ستكون ؟
المسرحية بطولة جماعية لمجموعة من خريجى المعهد العالى للفنون المسرحية منهم محمد يوسف ورانيا الخطيب وأحمد زكريا وهالة سرور ومحمد زكى ونورهان الجوهرى وهاجر جاد ومحمد زيدان ونورا نور وتصميم استعراضات محمد عاطف وإعداد موسيقى محمد زكى وتأليف ياسر علام.