«جاكاس»، أى «ذكر الحمار» بالعامية الأمريكية، هو الاسم الساخر الذى أطلقه الجمهوريون على آندرو جاكسون، مرشح الحزب الديمقراطى للرئاسة عام 1828. فتحداهم جاكسون باستخدام «الحمار» شعارا لحملته الانتخابية كى يرمز إلى قوة الإرداة والعزيمة الحديدية، تاركا «الأمر للشعب ليحكم»، وبالفعل حكم الناخبون لصالحه، فأصبح سابع رئيس للولايات المتحدة.
فما كان من رسام الكاريكاتيور «الجمهوري»، توماس ناست، إلا أن استخدم فى رسوماته رمز حملة جاكسون كرمز للحزب الديمقراطى، ليلتصق الحمار فى الذهنية السياسية بالديمقراطيين، الذى يرون فيه «رمزا للعمل الشاق والذكاء والشجاعة والتواضع والإخلاص للوطن»، بينما يعتبره الجمهوريون «رمزا للعناد السياسى».
وبعد 46 عاما من دخول الحمار عالم السياسة الأمريكية، وجد «الفيل» طريقه إلى هذا العالم عبر صحيفة «هاربر» الأسبوعية عام 1874. فقد رسم «ناست» حمارا يرتدى جلدا أسد ويخيف ويبعد كل من فى طريقه من الحيوانات الأخرى، عدا «الفيل»، الذى كان مكتوبا عليه «الصوت الجمهورى».
ومنذاك بات «الفيل» لصيقا بالجمهوريين، الذين يعتبرونه رمزا للذكاء والكرامة والقوة، بينما يراه الديمقراطيون «رمزا لحيونات السيرك». ولم يكن لرسومات ناست تأثيرها فى السياسة الأمريكية فقط، بل طالت المجتمع عندما جسد بابا نويل «سانتا كلوز» فى إحدى الرسومات بصورة رجل مرح وممتلئ الجسم وحاملا هدايا للأطفال فى أعياد الكريسماس، ليختلف عما كان متعارفا عليه عن نحافة «سانتا».