يتميز الاحتفال بليللة عيد الميلاد، بالكثير من الخصوصية والمظاهر، أهمها شخصية بابا نويل وشجرة الكريسماس فما هى حكاية بابا نويل وهذه الشجرة ولماذا يتم الاحتفال بها؟يقول المؤرخ إبراهيم عنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب أن شجرة الكريسماس أو «شجرة الميلاد» والتى يتم تحميلها بالهدايا والتحف، وتتميز بنوع دائم الخضرة لا تسقط أوراقها فى أى فصل من فصول السنة، لها أصل، حيث أن القديس يونيفاس عندما أدخل المسيحية إلى أحراش ألمانيا تجاسر وقطع «البلوطة المقدسة» وهى شجرة كانوا يذبحون حولها أولادهم للإله «تور» ثم طلب الشعب الواقف فى حيرته ودهشته أن يقطعوا شجرة «شربين» صغيرة ويحملونها إلى قصر الملك ويقولون له هذه الشجرة إنما تعبر عن عيد ميلاد السيد المسيح الذى أوضح لنا أن عبادتنا للإله «تور» إنما هى عبادة وثنية ثم بدأت تنتشر قصة شجرة الميلاد فدخلت فى «سترسبورج» عام 1605 م وبعدها إلى فرنسا وإنجلترا بواسطة هيلانة أميرة وننبرج والبرنس ألبرت زوج الملكة فيكتوريا الذى ساعد مع زوجته على تعميمها وقد وضعا فى القصر أول شجرة كريسماس وحملاها بالهدايا لجميع أفراد بيتهما وخدامها. أما شخصية بابا نويل فقد اختلفت الآراء حول أصل هذه الشخصية والمدينة التى ينتمى إليها إلا أن بابا نويل كما يوكد عنانى هو شخصية حقيقية ولد عام 280 ميلادية وكان اسمه «نيكولاس» أصله من سوريا وكان مطرانا يعيش فى القرن الرابع عرف بحبه العظيم للناس والفقراء عامة ووصلت شهرة «سانت نيكولاس» السورى الأصل إلى جميع أنحاء العالم واختصرت اسمه الأجيال حتى يلائم ألسنة الأطفال فأصبح اسمه بالإنجليزية «سانت كلوز» وبالفرنسية «بابا نويل» وظل بابا نويل يقوم بواجبه الدينى والإنسانى نحو كل الناس حتى مات فى ديسمبر سنة 342 ميلادية. ويقول عنانى أنه فى تناول شخصية بابا نويل سنستعرض مختلف الآراء فى هذا الموضوع وأصله وما قيل عنه وإن كان الرأى الأرجح هو الرأى السابق. أشار عنانى إلى إنه كان من أهم تقاليد عيد الميلاد عند القدماء المصريين الاحتفال ب«شجرة الحياة» التى يختارونها من الأشجار دائمة الخضرة التى تحتفظ بخضرتها طوال العام، وقد سرت هذه العادة من الشرق إلى الغرب فخرجت من مصر إلى سوريا ومنها إلى بابل ثم عبرت البحر الأبيض المتوسط لتظهر فى أعياد الرومان ثم تعود للظهور مرة أخرى فى أعياد ميلاد المسيح، وشجرة الكريسماس والتى يختارونها من الأشجار التى تحتفظ بخضرتها طوال العام كلاسرو والصنوبر. إن بابا نويل أو سانتا كلوز كما نعرفه الآن هو من ابتكار الفنان السويدى الجنسية «هارون ساند بلوم» وهو الذى صمم هذه الشخصية المحبوبة كجزء من حملة إعلانية لشركة مياه غازية عام 1931 وخلال السنوات التالية لعام 1931 قام «بلوم» بابتكار أكثر من 44 رسماً لشخصية بابا نويل ولا تزال أعماله تستخدم حتى الآن على زجاجات مياه غازية أثناء الاحتفال بعيد الميلاد والكريسماس فى بلدان العالم ويرجع الفضل لساند بلوم فى إعطاء سانتا لكوز شكله وملابسه المتميزة فلقد رسم ساند بلوم لسانتا كلوز شكلاً إنسانياً محبباً وعالمياً وقد استوحى شخصية سانتا كلوز من صديق له يدعى :لوبر ينتس» كان يعمل مندوب مبيعات وقد اختاره لشخصيته المرحة ووجهه البشوش. ويعرف بابا نويل لدى الإنجليز ب«سانتا كلوز» وعندالأتراك والبلجيكيين وشعوب الشرق الأوسط باسمه الفرنسى «بابا نويل» أو «أب الميلاد» ويقام مهرجان كبير بمدينة «باكن» بالدنمارك كل عام يضم جميع شخصيات «بابا نويل» بتنويعاتها المختلفة من جميع أنحاء العالم والطريف أن قطاعاً من نساء أوروبا يزعمن أن أصل «بابا نويل» هو امرأة وليس رجلاً أو قديساً ويستدلن فى ذلك أن الحب والدفء اللذين تملأ بهما هذه الشخصية العالم فى يوم الميلاد لا يمكن أن يصدرا عن الرجال، كما أن الرجال يفضلون الموت على ارتداء ثوب أحمر كالذى يرتديه «بابا نويل».