قال الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، في تصريحات خاصة ل«الشروق» خلال الاحتفال بمولد العارف بالله السيد أحمد البدوي، إننا لم ندع أحدًا بعينه للاحتفال بالمولد الأحمدي باعتباره حدثًا عامًا، ويتواكب مع العيد القومي للمحافظة، واقتصرت الدعوات على الشخصيات العامة والتنفيذية كمحافظ الغربية ومدير الأمن ووزير الأوقاف وعلماء الصوفية. وأضاف القصبي، "نحن لا نأبه للتهديدات والأصوات العالية التي تصدر كل عام تتهم الصوفية بالشرك بالله لاحتفالها بأولياء الله الصالحين" ،ولياء اللامعلقًا "إذا كانت تلاوة آيات من كتاب الله أو التحدث في سيرة العلماء وتاريخ أولياء الله الصالحين وعلى رأسهم الحبيب المصطفى والصحابة والتابعين شركًا بالله فمرحبًا بهذا الشرك، حيث لا تخرج احتفالاتنا عن هذا الإطار".
مشيرًا إلى أن المولد يعد من أحد مواسم الرواج الاقتصادي للمحافظة كلها، وربما يعيش على رزقه أسر كاملة من العام للعام.
وعن حكم الاحتفال بالموالد أكد أنه مطمئن تمامًا لشرعية الاحتفال بالأولياء والصالحين، وذلك من خلال الأدلة الشرعية المؤصلة، وقد أخذت على نفسي عهدًا منذ توليت المشيخة بمواجهة انحرافات الموالد وبدعها بحيث تصبح الموالد ملتقيات فكرية فقط تفيد المسلمين.
ورفض القصبي نغمة الإقصاء والتكفير السائدة الآن خاصة ممن أطلق عليهم الأخوة السلفيين وقال: "الصوفية خرّجت آئمة العلم والصلاح أمثال الشيخ الشعراوي والغزالي الكبير والصغير وعبد القادر الجيلاني وغيرهم كثير ممن حملوا لواء العلم والتقوى والورع".
واعتبر القصبي مروجي البيانات والمنشورات التكفيرية ضد الصوفية خوارج هذه الأمة الذين يهدفون لإحداث فتنة، والكل يعلم أن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.
وواصل قائلا: "كان الأحرى بالجميع التكاتف للنهوض بالبلاد في مثل الظروف التي تمر بها البلاد، والتي تتطلب من الجميع وعيًا وفكرًا ناضجًا لا إحياء للمسائل الخلافية ونبش الماضي وزرع الفتن بين المسلمين في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة والألفة للنهوض بمصرنا العظيمة".
وسخر القصبي من فكرة هدم الأضرحة التي يروج لها السلفيون، وقال للأضرحة مريدون يحمونها ألا يعلم السلفيون أن نبش القبور، وليس هدمها حرام شرعًا، موضحًا أن الاحتفال هذا العام يحمل دعوة صريحة للوحدة ضد المسيئين للحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم)، وقد طرحنا فكرة إقامة مؤتمر عالمي لنصرة النبي عليه السلام.
مضيفًا "أعتقد أن هذا الهدف كان كفيلا بتوحيد كافة الصفوف والأفكار والرؤى فليس لدينا نحن المسلمين أعز أو أعظم من النبي محمد (عليه الصلاة والسلام)".