خيمت أزمة مشايخ الصوفية المعتصمين بمقر المشيخة بظلالها على المولد على الاحتفال بمولد سيدي الجازولي أمام ضريحه بالمقابر بمنطقة الدّراسة، والذي أحياه الآلاف من الصوفية حتى فجر أمس على إيقاع الرق والدف، مرددين المدائح والأناشيد في حب النبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت رضوان الله عليهم. وتحول الاحتفال إلى جمعية عمومية حاشدة تزعمها الشيخ سالم الجازولي وزملاؤه المشايخ الذين أعربوا عن تأييد للشيخ عبد الهادي القصبي، معلنين تجديد البيعة له شيخا للمشايخ، رافضين مطالب المشايخ التسعة المعتصمين الذين يقودون الدعوة للإطاحة به من منصبه بدعوى أنه من "فلول" النظام السابق، وإجراء انتخابات جديدة. ووقف الشيخ محمد أبو خليل والشيخ العزازي بساحة المولد يعلنان باسم المشايخ تجديد البيعة، ورد القصبى على إعلان زملائه البيعة له، بقوله إنه سيظل خادمًا طوال حياته للصوفية، منتقدًا بشدة دعوة الشيخ محمد الخالق الشبراوى، أحد أقطاب الجبهة المتمردة بالمشيخة قبل يومين بأن يحمل 40 مليون صوفي الأسلحة وقنابل "المولوتوف"، لمواجهة ما وصفه ب "هجوم السلفيين على أضرحة آل البيت وأولياء الله الصالحين". وأكد القصبي أن هذا الأمر يتعارض تماما مع أخلاق وتربية الصوفية، وأبدى رفضه بشكل مطلق لاستخدام العنف ورفع السلاح في وجه أي مصري سواء كان مسلما أو مسيحيا، ولم يكتف بذلك بل أصدر أمس بيانًا شديد اللهجة باسم المشيخة العامة للطرق الصوفية أكد فيه الرفض القاطع لتشكيل مليشيات صوفية للدفاع عن الأضرحة ومقامات الأولياء لمنع تعرضها لأية هجمات من أتباع التيار السلفي. واعتبر الشبراوي – دون أن يسميه- "لا يمثل الطرق الصوفية من قريب أو بعيد، ولا يمثل إلا نفسه"، وقال إنه ليس من حق شيخ الطريقة أن يفرض رأيه على أهل التصوف المشهود لهم بالصفاء والنقاء والبعد عن كل ما يثير الفتنة بين أبناء الوطن أيًا كانت انتماءاتهم الفكرية والسياسية أو الدينية أو العرقية. ووصف الدعوة إلى تشكيل مليشيات صوفية تحمل قنابل "المولوتوف" لحماية الأضرحة بأنه "كلام أجوف وغير مسئول، ولا يرتقي إلى أخلاق الصوفية". وأكد القصبى أن تاريخ التصوف في مصر لم يشهد في يوم من الأيام تطرفا في الفكر أو الرأي أو تحيزا لطرف دون آخر، وأن أخلاق الصوفية لا تسمح بأي حال من الأحوال أن يُعتدى على الآخر، أو تنال من أمنه وسلامته أمنه ومعتقده وفكره. وخلص شيخ مشايخ الطرق الصوفية إلى أن "مصر محفوظة ببركة آل البيت، وإن مقامات الأولياء يحميها الله وليست في حاجة إلى حماية أو وصاية من أحد أيا كان".