بدت الصحافة الأمريكية على موعد مع "خريف الحزن" هذا العام، بفقد اثنين من أقطابها الذين تركوا بصمات عميقة فى عالم صاحبة الجلالة، وهما أرثر سولزبيرج، ناشر صحيفة "ذى نيويورك تايمز"، وروبرت مانينج، رئيس التحرير السابق لدورية "أتلانتيك". وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أعرب عن شعوره بالحزن البالغ لرحيل أرثر أوكس سولزبيرج، ووصفه بأنه "شخصية كانت تؤمن بحرية الصحافة واستقلاليتها، وضرورة السعي وراء الحقيقة، ونشر الأخبار التي ينبغى نشرها مهما كانت".
ورفض آرثر الانصياع لطلب إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون بوقف نشر هذه الوثائق، ليخوض معركة مع الإدارة فى واشنطن، انتهت بحكم تاريخي من المحكمة الأمريكية العليا لصالح حرية الصحافة. وعمد أرثر سولزبيرجر، فى سياق إعادة هيكلة صحيفة "نيويورك تايمز"، لاستحداث أقسام جديدة لجذب قراء جدد، دون الإخلال بالجدية الصحفية.
أما روبرت مانينج، الذى قضى مؤخرا فى بوسطن عن 92 عاما، فكان رئيسا لتحرير مجلة "ذي أتلانتيك" الشهرية في عام 1966، حيث نجح في زيادة توزيع نسخها، بفضل سياسات تحريرية وسعت من نطاق قاعدة القراء، وخاطبت اهتمامات متنوعة. ومع أن مجلة "ذي أتلانتيك" العريقة عرفت دوما باهتمامها البارز بقضايا الثقافة، فإن روبرت مانينج تمكن من مزج هذا الاهتمام الثقافي بتنويعات سياسية واقتصادية، وسعت من قاعدة القراء.