هاجم الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر، مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية، التي نشرت مؤخرًا رسومًا مسيئة للرسول (ص)، مضيفًا، أن الغرب يستفيد من اللحظات التي يشهدها الربيع العربي؛ لبث الكراهية وزرع الفوضى عمدًا. وتساءل عزب، في حديث للموقع الإخباري الفرنسي "20 مينيت"، "هل من الضروري أن تكون صناعة الكراهية جزءًا من حرية التعبير في فرنسا؟!".
وقال عزب: "إن ما تبنته فرنسا في الفترة الأخيرة، من قوانين تجرم معاداة السامية والمحرقة النازية، تعد أمرًا طبيعيًا في احترام آدمية وكرامة البشر"، مضيفًا أننا نريد معاملة مماثلة حيال كل ما يثير الكراهية ضد الشعوب.
وتابع، "لدي كراهية حيال كل من يعتدون على ثقافتي، وهذا أمر غير مقبول، لدينا قيمنا، وإذا كان الدين لا يعني أي شيء في أوروبا، فإنه في الشرق هام جدًا".
وأوضح عزب، أنه بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي، ظهرت كراهية الإسلام في الغرب (الإسلاموفوبيا)، حيث أرادت بعض الحكومات أن تجعل من الإسلام العدو الجديد.
وأشار، إلى أن الولاياتالمتحدة وافقت على تأسيس تنظيم القاعدة، من خلال تمويله وبموافقة الأوروبيين أيضًا لمقاومة السوفيت.
وأضاف، إن الديمقراطية في العراق "مزحة"، موضحًا أن البراجماتية الغربية تضعف ثقة شبابنا، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان في فلسطين وأفغانستان وباكستان أو العراق، مؤكدًا أننا لسنا بحاجة لنصائح من أجل بناء دولة مدنية.
وردًا على سؤال حول الخوف من صعود السلفيين للسلطة في مصر، خاصة بالنسبة للأقباط، أوضح عزب، أنه "إذا كان السلفيون يصلون إلى السلطة عن طريق الديمقراطية، فإننا سنكون مضطرين لخوض التجربة التي لن تكون مثالية، ولكن نحن في السنة التالية للثورة، دعونا نعيش ونعمل على مستقبل بلدنا".
وأكد مستشار شيخ الأزهر، أن مصر ليست هادئة الآن، لأننا في ثورة منذ عامين، موضحًا أن الأزهر يرى أن الثورة ينبغي أن تحدث تغييرًا في المجتمع ككل، مما يسمح لنا بالبحث عن قيمنا المصرية القديمة.
وشدد عزب على أن المصريين يريدون دولة وطنية ديمقراطية دستورية حديثة، تقوم على أساس المواطنة، ونحن لا نريد دولة عسكرية أو دولة دينية.