أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر أنَّ الإساءات للرسول (صلى الله عليه وسلم) متكرِّرة وليست بجديدة، ولن تكون الأخيرة، وسوف تتجدَّد، وقال إن القائمين على هذا العداء هم المتطرِّفون من المسيحيين والعلمانيين أيضًا، وهكذا تحالَفَ الغُلاة فى كل ملة ومذهب. وأضاف لبرنامج "مع الطيب" الذى سيُذاع الجمعة القادمة أنَّ الغرب مرتبطٌ بالمسيحية التى تأثَّرت بالفكر الرومانى ولم تؤثر هى فيه، وعليه فكل البدع التى حدثت فى المسيحية الغربية كانت بتأثير الفكر الوثني. وأشار إلى أنَّ الغرب عبر التاريخ لم يتعامل مع الإسلام معاملة الاحترام، بل ناصَبَ هذا الدِّين العداء، واختار طريق الصِّراع بدلاً من التفاهُم، والإسلام هو الذى حمى المسيحية الشرقية (العربية) من الاضطهاد والإبادة من طرَف المسيحية الغربية، وهذا الفضل ينبغى أن يُذكَر فيُشكَر، وفضلاءُ الأقباط يعترفون بهذا.. مؤكدًا أنَّ الحضارة الغربية حضارة عرجاء فصَّلت الدِّين على مزاجها، وأصبحت فسادًا وإفسادًا لكل ما هو روحانى غير مادي. ولفت إلى أنَّ سلسلة الهجوم على الإسلام فى الآونة الأخيرة، ابتداءًً بسلمان رشدى ثم فى الرسوم الكاريكاتورية فى الدنمارك، مرورًا بتصريحات البابا بندكت السادس عشر التى تدلُّ على حقدٍ دفين على الإسلام وتراثه، وهذا الفيلم يدخُل فى هذا السِّياق، يهدفُ إلى ضرب المسلمين بالأقباط فى مصر، وهؤلاء الحاقدون الموتورون يعملون ليلَ نهارَ من أجل تفتيت الدول العربية والإبقاء على دولة الكيان الصهيونى تُعَربِدُ كما تشاء فى الشرق العربى والإسلامي. وأكد شيخ الأزهر أنَّ مواريثنا الشرعية تمنعُنا من مُعاداة الأديان ومحاربتها، بل نحن مأمورون باحترام الأنبياء والكتب المقدَّسة، موضحًا أنَّ هذا الفيلم المسيء لا يعدُّ شيئًا إذا ما قُورِنَ بالحملة الشَّرسة لتشويه صورة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) منذ القرن الثالث الهجرى إلى الآن، فهناك مستنقعٌ من الكراهية والحقد للرسول موجودٌ فى كتب رجال الفكر والدِّين والفن، وما زال الغرْب يحتفظُ بكلِّ الصور المشوَّهة فى مخزونه الثقافى والشعبي، وما حدَث الآن عودةٌ للاغتِراف من هذا المستنقع الآسِن الكريه؛ {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21]. من جهته، أشاد الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر للحوار بموقف الحكومة الفرنسية من الإساءة للرسول في إحدى المجلات الفرنسية، قائلا إن القناة الفضائية الفرنسية "فرانس 24" نقلت توجُّه رئيس وزراء فرنسا أمس الأول إلى رؤساء ومحرِّرى الصحف التى قرَّرت نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام ولرسوله فى جريدة شارلى أيدو، وطالبهم بالتراجُع؛ لأنَّ هذا سيُثير الكراهية بين الشعوب ممَّا لا تقبله الحكومة الفرنسية، ولكنَّ هذه المجلة أصرَّت وتمادت فى نشر هذه الأعمال العبثيَّة، وكأنها تريد أنْ تصبَّ مزيدًا من الزيت على النار التى أشعَلَها الفيلم الغبى والهابط والحقير فى الولاياتالمتحدة. وأكد عزب أن الأزهر يرفض كلَّ الرفض هذه الإهانات. وكان وزير الخارجية الفرنسى فى لقائه مع شيخ الأزهر أمس الأول قد أبدى تفهُّمًا كاملاً لموقف الأزهر وغضبه ورأيه.