يغزل الموسيقار اللبناني بسام سابا، الأتي من نيويورك ألحان موسيقى الجاز على نول الشرق، وكأنه يُجري حوارًا بين الآلات الشرقيةوالغربية، في افتتاح مهرجان بيروت للجاز في وسط بيروت الليلة الماضية.
يحيد سابا في عزفه قليلا عن التراث، لكن يُبقي على الجسر الذي يربطه بالشرق، حتى في المقطوعات التي تتسم بالطابع الغربي، ويصل بين أشكال وتعبيرات فنية مختلفة.
يحمل في البداية عوده، ويقف على المسرح في منطقة السوليدير، التي أعيد إعمارها بعد الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990؛ ليعزف مقطوعة "أرض خلابة"، التي تحمل اسم أخر أسطوانة موسيقية للفنان، والتي عزف فيها على آلة الناي.
يرافق سابا في عزفه فرقة "المدار"، التي أسسها حديثًا، والمؤلفة من رباعي أمريكي، هم أبريل سنترون على الطبلة، وجيان ريلي تيمبا على الجيتار، وهاريس على البوق (الترومبيت) والكمان، وبرايان هولز على الجيتار الكهربائي، بينما يتنقل سابل في العزف بين العود والمزمار والناي.
يتسلل سابا إلى مناطق لحنية وعزفية مفاجئة، جامعًا بين التعبير الحديث والكتابة العلمية، كما في معزوفات "على أبواب الشرق" و"نيرفانا" و"إلى أبي".
يغترف سابا من التراث والموسيقى العربية التقليدية بقدر ما يحاول تشكيل هوية جديدة للموسيقى الشرقية، وينحو أحيانًا إلى التجريب، ويعمل على التنويع في توزيع الأدوار بين الآلات، على الصعيد الإيقاعي أو على مستوى الآلات الغربيةوالشرقية معًا.
وتنظم شركة "سوليدير"، للسنة الخامسة على التوالي، مهرجان بيروت للجاز، في أسواق بيروت من 27 إلى 29 سبتمبر، وتستضيف هذا السنة نجوم جاز عالميين، يقدمون عروضهم للمرة الأولى في لبنان.
وتابع يقول: "عندي رسالة أن الموسيقى العربية والثقافة العربية يجب أن ننشرها قدر المستطاع في الغرب؛ لأنها تلعب دورها، أي أن الناس ترانا عبر الفنون، وليس عبر وسائل الإعلام التي يتحدثون فيها عن العرب."