"مشاوير قصيرة من بوجوتا.. رحلات في كولومبيا الجديدة"، كتاب جديد لتوم فيلينج عن كولومبيا، أو ذلك البلد الأمريكي اللاتيني الذي يكاد لا يستدعى في الأذهان سوى الكوكايين ومافيا المخدرات والحرب الأهلية والعنف الدموي الذي طال حتى لاعبي الكرة، مثل اللاعب الراحل أندريز أسكوبار. وفى هذا العمل الذي ينطلق من العاصمة الكولومبية بوجوتا يصحب فيلينج قراءه في رحلة إضاءة عبر دولة تتغير، فيما أن غالبية البشر لا يفهمون حقيقة هذه التغيرات على حد قول راشيل أسبدين في صحيفة الأوبزرفر البريطانية.
فكولومبيا بدأت تنفتح بعد سنوات طويلة من النزاعات والحروب، والكاتب البريطانى توم فيلينج الذي كان قد عمل في منظمة لحقوق الإنسان بكولومبيا يسعى في كتابه الجديد لشرح مدى التعقيدات في الواقع الكولومبي.
وعبر صور قلميه وفوتوغرافية، يعرض كتاب "مشاوير قصيرة من بوجوتا: رحلات في كولومبيا الجديدة" لجمال الطبيعة في كولومبيا بتنوعها الباذخ فيما حرم البشر من كل هذا الجمال جراء القبح في النفوس لينعكس بكل شروره على الحياة في هذه الدولة التي يصل عدد سكانها إلى 46 مليون نسمة.
ولأن نسبة لا تزيد عن 10% من السكان استحوذت على ما يصل إلى 80% من ثروة هذا البلد، كان من الطبيعي أن تنقسم الدولة الواحدة في واقعها إلى عالم أول وثان وثالث كما لاحظ توم فيلينج.
وتبدو قصة كولومبيا التي ظهرت كدولة في القرن التاسع عشر، هي قصة فشل النخب في الإدارة العادلة للتنوع الطبيعي والعرقي، فيما تناول الكتاب الجديد باستفاضة خبايا الصراع الذي امتد لنحو نصف قرن بين جبهة "فارك" اليسارية المتمردة والنخب الحاكمة في الدولة الكولومبية.
ومع تسوية الصراع الذي دام طويلا والبدايات الجديدة للتغير نحو الأفضل في كولومبيا، لعل الثائر الأمريكي اللاتيني العظيم سيمون بوليفار، يستريح قليلا في قبره، وأن ينعم المواطن الكولومبي العادي بحياة طبيعية عادلة.