أمر الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بإعداد تقرير بشأن اعتقال فتاة مسيحية، تردد أنها تعاني من مشاكل عقلية، بعد اتهامها بتدنيس صفحات من المصحف. وقالت الشرطة إن الفتاة تم اعتقالها الأسبوع الماضي في منطقة مسيحية في العاصمة إسلام آباد بعد أن طالبت حشود غاضبة بمعاقبتها. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس زرداري "أحيط" بتقارير اعتقال الفتاة، وطالب وزارة الداخلية بتقديم تقرير له حول القضية.
ويقول مسؤولون إن الفتاة تعاني من صعوبات في التعلم وإنها لم تتمكن من الاجابة على اسئلة الشرطة.
ونقل والدا الفتاة إلى مكان آمن لحمايتهما عقب إطلاق تهديدات ضدهما.
وفرت العديد من العائلات المسيحية من المنطقة عقب اندلاع اضطرابات. وأفادت تقارير بأن الشرطة اعتقلت الفتاة تحت ضغط من الحشود الغاضبة.
تقارير متضاربة
لكن هناك تقارير متضاربة بشأن تفاصيل الحادث.
وتحفظت الشرطة على والدي الفتاة لحمايتهما بعد ان تلقيا تهديدات.
ولم يتضح ما إذا كانت الفتاة حرقت صفحات من المصحف، أو أنه تم العثور على صفحات منه في حقيبة كانت بحوزتها.
ويقول قادة مسيحيون إن الفتاة يبلغ عمرها11 عاما، وهناك تقارير إعلامية تقول إنها أكبر من هذه السن، ولا تعاني من أي مشاكل نفسية.
وأشارت بعض الجماعات المسيحية إلى أن الفتاة تعاني من متلازمة "داون"، وهي حالة تسبب درجات متفاوتة من صعوبات التعلم وبعض التشوهات الجسدية.
قوانين مثيرة للجدل
ويأتي هذا الحادث وسط جدل حول قوانين مناهضة التجديف الصارمة في باكستان.
وحض نشطاء في مجال حقوق الانسان باكستان منذ فترة طويلة على اصلاح قوانين التجديف المثيرة للجدل، والتي يمكن بموجبها تعرض المتهمين للسجن مدى الحياة بتهمة تدنيس المصحف.
وقتل الكثير من المتهمين بالتجديف على يد جموع حاشدة، كما تم استهداف الساسة الذين يسعون إلى تغيير القوانين.
وفي العام الماضي قتل شاباز باتي وزير الاقليات اثر المطالبة بإلغاء قرار التجديف.
وقتل أيضا العام الماضي حاكم البنجاب سلمان تيسير بعد أن تحدث علنا بشأن هذه القضية.
وقال بول باتي وزير التعايش الوطني في باكستان لبي بي سي إن من المعلوم ان الفتاة تعاني من خلل عقلي وانه "من غير المرجح أن تكون قد دنست المصحف بصورة متعمدة".
وأضاف باتي "من التقارير التي رأيتها، شوهدت الفتاة تحمل كيس نفايات كان بداخله بعض صفحات من المصحف. اثار هذا غضب سكان المنطقة واحتشد جمع كبير لاتخاذ اجراء ضدها.
وكانت الشرطة مترددة في بادئ الامر في القبض عليها، ولكنها تعرضت للضغط من الجموع الغاضبة التي هددت باحراق منازل مسيحيين".
وزارت مراسلة بي بي سي الحي الفقير الذي وقع فيه الحادث، وذكرت أن العديد من العائلات المسيحية فرت من المنطقة، وبالرغم من عودة بعض الرجال إلى منازلهم، فإنه لا يزال هناك شعور بالقلق.
واستنكرت لجنة حقوق الإنسان الباكستانية الاتهام الموجه للفتاة. ونقلت صحيفة "دون" عن اللجنة قولها " كون الفتاة تعاني من مشاكل عقلية يجعل الاتهام بربريا".
وقال الوزير الباكستاني "فر نحو 600 شخص من الحي المسيحي. نعمل على ضمان الامن في المنطقة حتى يتمكنوا من العودة الى بيوتهم".
وقال باتي إن الحادث وقع في السابع عشر من أغسطس / آب بعد صلاة الجمعة.