●● يقول العداء الجامايكى أوسان بولت: «أنا أسطورة. ويرد عليه رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية جاك روج: لا.. أنت لست أسطورة». ●● هذا جدل رياضى عالمى مشابه لما جرى بشأن أعظم رياضى فى تاريخ الألعاب الأوليمبية، فهل هو مايكل فيليبس بعدد ميدالياته أم غيره من الأبطال الرواد أصحاب الإنجازات الفريدة. ويدور حاليا حوار مماثل حول الأسطورة الرياضية، ومن يكون ومن لا يكون. والنقاش غير المباشر الذى دار بين بولت وروج خصصت له صحيفة الإندبندت البريطانية مساحة واسعة وكان من رأى رئيس اللجنة الأوليمبية أن الأسطورة هو محمد على كلاى بطل الملاكمة. وأنه كى يصبح بولت أسطورة فإنه يجب أن يستمر على القمة الرياضية 20 عاما فى المنافسات كى يوصف بأنه أسطورة، أو أن ينتظر حتى يتوقف عن السباق، للتعرف على ما حققه. فليس كافيا أن يفوز بسباقى 100 و200 متر عدوا فى دورتين متتاليتين كى يصبح أسطورة.
●● ويضيف جاك روج الذى مثل بلاده بلجيكا فى ثلاث دورات أوليمبية متتالية بمنافسات الشراع: إذا كان بولت أسطورة فماذا عن البريطانى بن إينسلى الذى يعد أفضل لاعب شراع فى التاريخ الأوليمبى بعد فوزه بالذهبية الرابعة. وماذا عن سير ستيف ريدجراف الفائز بالذهبية الخامسة على التوالى فى خمس دورات أوليمبية؟
●● والأسطورة فى الواقع هى مزيج بين الحقيقة والخيال. هى مثل قصة المحارب الإغريقى أكيليس فى حرب طروادة الشهيرة الذى قامت والدته بتحصينه فى نهر السيستان بحيث لا يؤثر شىء فى جسده. إلا أن قدمه التى لم تصل إليها ماء النهر كانت نقطة ضعفه، وقتل بسهم سدد فى تلك القدم.. والأسطورة أيضا تجدها فى قصة روميو وجولييت مثلا، فلا هى حقيقة تاريخية، ولا هى قصة من وحى الخيال، ولا هى قصة مشابهة لواقع.
●● رجال الصحافة والإعلام فى العالم كله يطرحون الألقاب الضخمة، من نوع: الأفضل، والأروع، والأعظم. ومباراة القرن، وفيلم القرن، وقضية القرن، ومحاكمة القرن، مع أننا فى بداية العقد الثانى من القرن. وهم أنفسهم الذين يعودون ويشككون فيما أطلقوه من أوصاف وألقاب. وبالمناسبة لا خلاف على أن أوسان بولت عداء متميز ورائع وعنده موهبة فطرية، إلا أنه يؤخذ عليه استهتاره بمنافسيه، والإيحاء بأنه لا يريد الرقم العالمى، كما فعل فى سباق 200 متر عدوا حين وجد أنه لن يستطيع تحطيم الرقم القياسى العالمى وهو ملكه، فهدأ من سرعته، وأخذ يشير بإصبعه فوق فمه، فى إشارة إلى الصمت.. بينما حين شك فى احتمال تحطيم فريق التتابع الجامايكى لرقم تتابع 4/ 100 متر جرى كما لم يجر فى هذه الدورة.
●● كنت تعجبت جدا حين فرط بولت فى تسجيل رقم عالمى مذهل فى دورة بكين حين تجاوز منافسيه بأكثر من 15 مترا، وأخذ يمرح ويسخر، وتعجبت مرتين فى سباقى 100 و200 مترد فى لندن، فكيف يفرط فى فرصة الجمع بين الذهب وكسر الرقم العالمى؟
مستر بولت أنت لست أسطورة، وإنما أنت عداء رائع ومتهم أيضا.