نشر المتمردون السوريون شريطا يظهر رجلا يقولون إنه قائد الطائرة الحربية التي تحطمت شرقي البلاد في وقت سابق من يوم الاثنين. ويقول الجيش السوري الحر المتمرد إن مقاتليه هم الذين اسقطوا الطائرة في منطقة قريبة من الحدود مع العراق.
ولكن الاعلام السوري الرسمي يقول إن الطائرة تحطمت نتيجة خلل فني، وان البحث جار عن قائدها.
من جانب آخر، اوصى وزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي بتعليق عضوية سوريا في المنظمة، وذلك احتجاجا على الطريقة التي تتعامل بها الحكومة السورية مع الازمة المستعرة في البلاد.
فقد أعلن الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة أقروا توصية بتعليق عضوية سوريا، وستعرض التوصية على اجتماعات قادة البلدان الأعضاء في المنظمة التي ستبدأ اليوم في مدينة مكة، وستكون الأزمة السورية من أبرز الملفات المطروحة عليها.
وقد استبق وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الموافقة على هذه التوصية بتأكيد رفض بلادها لأي تحرك من هذا القبيل.
وقد تبنى وزراء الخارجية هذه التوصية - رغم معارضة ايران - في المؤتمر التحضيري الذي عقدوه بمدينة جدة السعودية قبيل انعقاد القمة الاستثنائية التي دعت اليها السعودية.
الصين
في غضون ذلك، غادرت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد دمشق الى بكين لاجراء محادثات مع كبار القادة الصينيين حول الوضع في سوريا.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن شعبان ستجتمع بوزير الخارجية يانغ جي شي في وقت لاحق.
وقالت الوزارة إن المحادثات التي سيجريها يانغ مع شعبان تعتبر جزءا من الجهود التي تبذلها الحكومة الصينية من اجل وضع خطة المبعوث كوفي عنان ذات النقاط الست موضع التنفيذ.
وكانت الصين قد استخدمت حق النقض مرتين لاسقاط قرارين في مجلس الامن ضد النظام السوري.
من جانب آخر، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصيني تشين غانغ إن بلاده "تحرص دائما على الموازنة بين الحكومة السورية والمعارضة."
وكرر الناطق دعوة الصين "للتنفيذ العملي" لخطة السلام التي وضعها المبعوث السابق للامم المتحدة كوفي عنان.
وقال "إن استقبال شعبان في الصين يعتبر جزءا من هذا التوجه من الجانب الصيني،" واضاف "ان الصين تفكر ايضا في توجيه دعوة للمعارضة السورية لزيارة الصين قريبا."
"مهمة تدريبية"
وقالت وكالة الانباء العربية السورية الرسمية سانا إن الطائرة الحربية سقطت لاصابتها بخلل في نظام التحكم فيها وذلك خلال طلعة تدريب اعتيادية مما اجبر قائدها على اخلائها والهبوط بمظلته.
اما الجيش السوري الحر، فيقول إن مقاتليه اسقطوا الطائرة قرب بلدة مو حسن بمحافظة دير الزور، والتي تبعد بمسافة 120 كم عن الحدود العراقية.
ونشرت جماعة تطلق على نفسها اسم "الشباب الثوري في ارض الفرات" شريطا مصورا في موقع يوتيوب يقولون إنه يظهر قائد الطائرة يحيط به ثلاثة مسلحين. ويعترف الرجل بأن مهمته كانت قصف بلدة مو حسن.
ويظهر في الشريط - الذي يتعذر تأكيد مصداقيته - رجل ملتح في منتصف العمر يقول إنه قائد الطائرة وان اسمه العقيد مفيد محمد حسن.
كما يسمع في الشريط احد قادة المتمردين وهو يؤكد ان الاسير سيعامل بموجب معاهدات جنيف.
ويظهر شريط آخر نشره المتمردون طائرة يبدو انها من طراز ميغ 23 تحمل قاذفتي صواريخ تحت جناحيها، وسمعت اصوات اسلحة مضادة للطائرات قبيل اندلاع النار في الطائرة.
وتسمع بعد ذلك اصوات المتمردين وهم يهللون.
ويقول مراسل بي بي سي في لبنان كيفن كونولي إنه لو صدق ادعاء المتمردين بأنهم نجحوا في اسقاط طائرة من هذا النوع، فإن ذلك سيعتبر تطورا مهما في الازمة السورية.
وكانت تقارير قد ذكرت بأن المتمردين بدأوا بالحصول على اسلحة مضادة للطائرات. هذا من جانب، ومن جانب آخر، تواترت التقارير في الاسابيع الاخيرة عن استخدام النظام السوري لسلاح الجو بشكل مكثف لقصف الاهداف في مدينة حلب.
وكان المتمردون قد نشروا في الانترنت في وقت سابق من الاسبوع الجاري صورا لنظام صاروخي مضاد للطائرات يقولون إنهم حصلوا عليه. ويقول المراسلون إن هذا يمثل تهديدا جديا للقدرة الجوية للنظام.
حلب
على صعيد آخر، نشرت في الانترنت اشرطة اخرى تظهر قيام المتمردين باعمال قتل في مدينة حلب وجوارها.
وتظهر هذه الاشرطة جثثا وهي تلقى من سطح مكتب للبريد تتلقاها مجموعة بالركلات عند سقوطها على الارض، ويظهر شريط آخر رجلا معصوب العينين وهو يذبح بالسكين. وينفي المتمردون ضلوعهم في هذه الاعمال.
ويقول ناشطون إن القوات الحكومية تشن هجوما جديدا على حلب التي شهدت قتالا شرسا بين الجانبين في الاسابيع الماضية.
ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن القوات الحكومية تدعمها الدروع دخلت حي سيف الدولة غربي حلب، واضاف المرصد ان حي صلاح الدين الاستراتيجي الذي يقع جنوب غربي حلب يتعرض للقصف منذ صباح الاثنين.
من جانبه، قال الاعلام السوري الرسمي إن القوات المسلحة الحكومية قتلت عددا كبيرا ممن وصفهم "بالمرتزقة الارهابيين" في محافظة حمص.
ولكن لجان التنسيق المحلية المعارضة قالت إن العاصمة دمشق شهدت سقوط اكبر عدد من الضحايا الاثنين، إذ سقط فيها 64 قتيلا.