قال الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء إن حكومته مصممة على "تطهير سوريا من الارهابيين"، وذلك بينما يخوض الجيش السوري معركة مع المعارضة المسلحة في مدينة حلب الشمالية. ونقلت وكالة الانباء العربية السورية الرسمية عن الاسد قوله لامين عام مجلس الامن القومي الايراني سعيد جليلي اثناء اجتماعه به في دمشق "إن الشعب السوري وحكومته مصممون على تطهير البلاد من الارهابيين ومحاربة الارهاب دون هوادة." من جانبه، أكد جليلي دعم ايران للنظام السوري، وقال إن طهران "لن تسمح ابدا لمحور الممانعة ان يتفتت." ومضى المسؤول الايراني الزائر للقول "إن ما يحدث في سوريا ليس شأنا داخليا، بل صراع بين محور الممانعة من جهة واعداء هذا المحور من قوى اقليمية ودولية من الجهة الاخرى." وكان قد نقل عن جليلي قوله في وقت سابق "إن الازمة في سوريا يجب حلها داخليا من خلال حوار وطني، وليس عن طريق التدخلات الخارجية." واضاف "ان الشعب السوري يعارض اي خطة تحظى بدعم الصهاينة والامريكيين." من جانبه، قال الرئيس السوري "إن بمقدور بلاده دحر المؤامرات الخارجية التي تستهدف محور الممانعة والدور الذي تلعبه سوريا في هذا المحور." وميدانيا، أفادت مصادر في المعارضة السورية بأن مئة شخص على الأقل قتلوا في أعمال عنف ومواجهات وقعت اليوم الثلاثاء في أنحاء متفرقة من سوريا. ولم يتسن لبي بي سي التحقق من صحة هذه الأرقام من مصادر مستقلة. في تلك الأثناء، قال معارضون مسلحون في مدينة حلب إن القوات الحكومية تواصل قصف أحياء في المدينة بالمروحيات، وإن ذخيرة مقاتلي المعارضة قاربت على النفاد. كلينتون قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إنه لا يجب السماح بانزلاق سوريا إلى حرب طائفية، وحذرت من عواقب أرسال "مقاتلين إرهابيين بالوكالة" للمشاركة في القتال في سوريا. وفي وقت لاحق، اعلنت مصادر دبلوماسية في مقر الاممالمتحدة في نيويورك ان مجلس الامن الدولي سيعقد في الثلاثين من الشهر الجاري اجتماعا وزاريا لبحث تطورات الازمة السورية. وقد دعت فرنسا الى عقد الاجتماع بوصفها رئيسة الدورة الحالية للمجلس. وقالت كلينتون ان انشقاق رئيس الوزراء السوري وعدد آخر من المسؤولين الكبار في النظام السوري بالاضافة الى تصاعد القتال بين الجيش السوري والمسلحين يؤكد ضرورة التخطيط للاطاحة بالاسد. ودعت كلينتون الثلاثاء في بريتوريا إلى يجد العالم سبلا للاسراع بإنهاء العنف في سوريا والبدء في التخطيط لعملية انتقال سياسي في هذا البلد. وصرحت كلينتون للصحافيين في ختام لقاء مع نظيرتها الجنوب افريقية مايتي نكوانا ماشاباني "علينا ان نقرر كيف نسرع للوصول الى اليوم الذي تتوقف فيه اراقة الدماء وتبدأ عملية الانتقال السياسي في سوريا فور فقدان الاسد لقبضته على البلاد". واضافت كلينتون ردا على سؤال عن مستقبل سوريا السياسي "علينا ان نضمن اننا نعمل بالتعاون مع الاسرة الدولية لتحقيق هذه الغاية كما علينا ان نحدد بالضبط ما نتوقعه من الحكومة والمعارضة بشأن انهاء العنف والبدء في عملية الانتقال السياسي". "أوقات صعبة" وقالت "نستطيع ان نتحدث ونخطط بشكل اكبر عما سيحدث لاحقا اي ما بعد انهيار النظام .. وانا اعلم ان ذلك سيحدث". وأضافت "هذه أوقات صعبة للغاية على الشعب السوري الذي وقع في شرك هذا العنف الرهيب وعلينا ان نعالج الاحتياجات الانسانية الملحة لمن يعانون داخل سوريا وللفارين منها". كما طالبت وزيرة الخارجية الامريكية المجتمع الدولي بضمان بقاء مؤسسات الدولة السورية سليمة حتى تساهم في حل الازمات المتوقعة فور بدء انتقال السلطة. وفي اشارة الى ايران وحزب الله قالت كلينتون "ان على من يحاولون استغلال معاناة الشعب السوري سواء بارسال اتباعهم او بارسال مقاتلين ارهابيين ان يعلموا ان اي طرف خاصة الشعب السوري لن يسمح لهم بذلك". ويذكر ان جنوب افريقيا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي لا تزال مترددة في دعم الموقف الاميركي والاوروبي بشان سوريا. وامتنعت بريتوريا الشهر الماضي عن التصويت على فرض عقوبات على سوريا وقالت انها تريد موقفا اكثر توازنا واجراءات لدفع المتمردين في سوريا الى الالتزام بخطة كوفي انان المبعوث العربي والدولي السابق لسوريا. وتقوم كلينتون حاليا بجولة افريقية وستتوجه لاحقا الى اسطنبول لاجراء محادثات بشان الازمة السورية.