أعلن شعبيون فى سيناء غضبهم الشديد من العناصر التى استهدفت قوات الامن فى سيناء، مشيرين إلى أنه قبيل شهر رمضان الحالى بيوم واحد قام مسلحون يستقلون دراجة نارية بقنص جنديين أثناء مرورهما بالشارع الدولى فى الشيخ زويد مما أدى لمصرعهما. وعقب عملية القنص، قام الأهالى بالتظاهر مطالبين بنشر قوات الشرطة وفتح أقسامها فى الشيخ زويد ورفح المغلقة حتى الآن منذ 28 يناير العام الماضى، فقال لهم اللواء عبدالوهاب مبروك عرضنا على رئيس الجمهورية ملفات الأمن فى سيناء، ومنها فتح مقار الشرطة فى الشيخ زويد ورفح ووسط سيناء خلال اجتماعنا الأخير معه إضافة إلى إنهاء بعض القضايا الأمنية للمعتقلين فى تفجيرات طابا والمحبوسين فى إسرائيل وأصحاب الأحكام الغيابية وجمع السلاح، ووجه الرئيس محمد مرسى تعليماته للأجهزة السيادية بدراسة تلك الملفات.
وقال الشيخ عرفات خضر من وجهاء قبيلة السواركة إن ما حدث من اعتداء على جنودنا الواقفين على ثغر من ثغور الوطن وفى تلك الساعات يجب ألا يمر بدون عقاب والمسئولية أولا على القيادة الأمنية التى تعرف هذه العناصر فردا فردا، ولم تقم بأى عمل بعد حادث الجنديين فى الشيخ زويد برغم مطالبة أبناء سيناء لهم بالتحرك لردع هذه العناصر وإفشال مخططاتها وليس سرا أنهم أبدوا استعدادهم للتعاون لحفظ الأمن فى المنطقة.
من جهته أدان حزب الحرية والعدالة الاعتداء ووصفه بالإجرامى الإرهابى الخطير على نقطة أمنية لقوات حرس الحدود فى مدينة رفح بسيناء، مما أدى إلى استشهاد 15 عسكريا من القوات المصرية، وإصابة 7 آخرين بإصابات خطيرة وقت تناول إفطار رمضان.
وطالب الحزب السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكذلك الحكومة وكل الأجهزة المعنية باتخاذ كل التدابير المطلوبة لمواجهة هذا التحدى الخطير للسيادة المصرية، واتخاذ ما يلزم لحماية سيناء من كل الجماعات المسلحة.
أما جماعة الدعوة السلفية فأعلنت فى بيان رفضها للاعتداء وجاء فى البيان « فقد فاجأ أهل سيناء جميعا هذا الخبر الأليم الذى نشرته جميع وكالات الأنباء من مصرع ما لا يقل عن ستة عشر ضابطا وجنديا من أبناء القوات المسلحة الأبية، وذلك أثناء تناولهم تناولهم طعام الإفطار، فى هجوم وحشى لم يراع هيبة الشهر ولا حرمة الدماء وإن الدعوة السلفية بسيناء تنعى ببالغ الأسى هؤلاء المرابطين الأبرياء، سائلين المولى سبحانه أن يتقبلهم عنده فى الشهداء، وأن يرفع درجاتهم فى المهديين، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، كما تحث الدعوة السلفية بسيناء جميع أهالى هذا البلد على مؤازرة قواتهم المسلحة، وبذل جميع المساعدات المتاحة؛ لتمكين الجهات الأمنية من القبض على الجناة فى أسرع وقت ممكن، كما ندعو قوات الجيش والشرطة إلى بذل أقصى الجهود للإيقاع بهؤلاء القتلة، ونذكرهم بعظم مهمتهم فى حفظ حدود البلاد والسهر على أمن وسلامة مواطنيها».
وبشكل تلقائى خرجت مظاهرة حاشدة فى العريش منددة بالعمل الإرهابى والإجرامى، مطالبين بسرعة القصاص من القتلة الحقيقيين وسرعة القبض على الجناة والمطالبة بالوجود الأمنى وانتشاره فى كل ربوع سيناء كما ردد الأهالى هتافات: يا نجيب حقهم يا نموت زيهم»، وذلك عند مستشفى العريش المركزى أثناء توافد الاهالى للتبرع بالدماء للجنود المصابين الذين تم نقلهم وجثث الضحايا عبر طائرة عسكرية إلى القاهرة.
من جهته، قال الناشط والروائى مسعد أبوفجر إن إصدار قرار بإعلان منطقة شرق العريش منطقة عسكرية واعتبار أهلها جيشا شعبيا هو حل عاجل للقضاء على أى مخططات أخرى، فى حين قالت الحركة الثورية الاشتراكية، على لسان منسقها أشرف الحفنى، إن السيادة المنقوصة فى سيناء عبر اتفاقيات كامب ديفيد رسخت فراغا كبيرا للدولة وتركت سيناء رهنا للظروف وشريطا آمنا لإسرائيل مادام استمتعت إسرائيل بها، وأنه سبق وأن أعلن قبل الثورة أن يعترف بسلاح الاهالى سيناء كجيش شعبى مادام الدولة بقيت محافظة على اتفاقيات كامب ديفيد.
أما السلفية الدعوية فى شمال سيناء وتتمركز فى الشيخ زويد ورفح فقالت على لسان المتحدث الرسمى الشيخ مرعى عرار إن الجماعة الدعوية السلفية تهتم بفض النزاعات بنى الاهالى عبر جلسات القضاء الشرعى التى حلت مؤقتا بديلا لقوات الأمن حتى عودته لحل مشكلات الأهالى وعلاقتها طيبة مع جميع القوى فى شمال سيناء، وعلى نفس النهج تقوم جماعة أهل السنة والجماعة بالعريش بعقد جلسات القضاء الشرعى، ويرأسها الشيخ أسعد البيك الذى يقوم بالفصل فى النزاعات الأهلية بين المتخاصمين وتتمتع بعلاقات طيبة مع الآخرين.