ربما لا يكون الرئيس المصرى الجديد، محمد مرسى، «معتدلا» بالمعايير الغربية ولكنه كما يرى الوزير الإسرائيلى السابق، يوسى بيلين، يستحق أن يعطى فرصة. لن يشعر الأمريكيون بالراحة تجاه الخطاب الذى ألقاه الرئيس الإسلامى فى ميدان التحرير ولذى قال فيه إنه سيسعى لإطلاق سراح الشيخ عمر عبدالرحمن والذى يعد بنظر الأمريكيين إرهابيا، كما أن تصريحاته الجافة تجاه إسرائيل وإعلانه أن مصر لن تلتزم بمعاهدة السلام إلا إذا التزمت بها إسرائيل، كل هذا لن يجعله أكثر شعبية فى الأوساط الغربية.
لكن فى النهاية فمرسى منذ 30 يونيو يتولى أهم منصب فى الشرق الأوسط حتى و إن قلص المجلس العسكرى سلطاته فهو يظل قائد أكبر الدول العربية وقرارته ستؤثر فى مستقبل الشرق الأوسط ومستقبل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى حتى لو لم يكن ذلك على هوى المجلس العسكرى.
بالتالى، على العالم أن يحافظ على التزاماته السياسية والاقتصادية تجاه مصر، لأن محاولة وقف المعونة الأمريكية لمصر لن تؤدى إلا إلى مزيد من العداء بين المصريين والغرب وزيادة الاحتقان فى المنطقة. محاولة إفشال مرسى لن تؤدى إلى أن يصوت المصريون فى الانتخابات القادمة لصالح مرشح أكثر «ملاءمة»، فاللوم لن يقع على الإسلاميين فى الفشل فى إدارة البلد بل سيوجه اللوم إلى الغرب مثلما فعلت حماس فى غزة.