أكدت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، أن فوز الإسلاميين بمنصب الرئاسة في مصر، يمثل نقطة تحول في عالمنا العربي، ويعتبر العنوان المضيء للانتفاضات العربية القائمة منذ عامين إلى الآن وأقرت الصحيفة في عددها الصادر اليوم، أنه علينا جميعا التصرف من الآن فصاعدا، على أساس أن الإسلاميين يسيطرون على الحكم في أكبر دولة عربية، وبانتظار معرفة ملامح أولويات هذا الفريق المبعد والمنفي عن السياسة والحكم منذ عقود طويلة.
ورأت الصحيفة، أنه من الأجدى الانطلاق من واقع أن هذه الفئة من الإسلاميين هي التي تسيطر على الشارع العربي عموما، وعلى مصر ودول في شمال إفريقيا، على وجه الخصوص.
وذكرت الصحيفة، أن مصر تحتاج إلى انطلاقة تعيد الاعتبار إلى موقعها في المنطقة، مشيرة إلى أن الدور المصري لن يكون محل ترحيب داخلي أو خارجي، إنْ هو اعتمد جانب الحياد بحجة الانشغال بالوضع الداخلي بل على العكس فإن هذا الحكم سيجد نفسه مرة جديدة، في مواجهة حالات رفض داخلية، وفي مواجهة تحديات خارجية كبيرة.
ومن جانبها، أكدت صحيفة "السفير" اللبنانية، أن مصر كرست أمس، نمطا ديمقراطيا جديدا في العالم العربي، بعدما اختتمت بسلام أول انتخابات رئاسية، تجرى بعد "ثورة 25 يناير"،
وأشارت الصحيفة إلى أنه اتضح الوجه الديمقراطي المضيء في هذه الانتخابات، في مجموعة من الظواهر التي تكاد تجعل الانتخابات المصرية، تقترب من ذلك النمط الذي تتميز به الانتخابات في الديمقراطيات الغربية.
ونوهت الصحيفة في افتتاحيتها، أن الأهم في هذا المشهد الديمقراطي أن المرشح الخاسر، قد سارع بدوره إلى الاعتراف بانتصار غريمه، لا بل تقدم له بالتهنئة، فيما كان مناصروه يكبتون مشاعر الغضب والحزن التي تبدت على وجوههم لحظة إعلان النتيجة
وأكدت الصحيفة، أن الانتخابات المصرية ترتدي طابعا تاريخيا أيضا، بعدما أتت إلى قصر العروبة بمرشح لا ينتمي إلى المؤسسة العسكرية، في سابقة لم يعرفها تاريخ الجمهورية المصرية، والأهم أن الرئيس الجديد قد أتى من جماعة ظلت محظورة طوال العهود الماضية، قبل أن تتحول إلى جماعة محظوظة، تحت شمس ثورة الخامس والعشرين من يناير.