يبدو أن الشهية «الأمريكية للاصلاح الديمقراطى فى مصر بدأت تتراجع، هكذا علقت الصحف البريطانية أمس على صمت واشنطن ازاء ما يجرى فى مصر من انتهاكات ضد العملية الديمقراطية؛ مشيرة إلى أن عودة الإخوان إلى صفوف القوى الثورية بالميدان واحتشادهم ضد المجلس العسكرى خطوة ايجابية تأخرت كثيرا». واتهمت الجارديان واشنطن بالتآمر لصمتها على ما يجرى فى مصر على الانتهاكات التى يمارسها المجلس العسكرى ضد العملية الديمقراطية حيث كان يعتبر المصريون واشنطن الضامن الأساسى لحقوقه، مشيرة إلى أن «جنرالات مصر يتحصلون على دولارات دافعى الضرائب الأمريكية دون الامتثال لأعراف حقوق الانسان».
واستنتجت الصحيفة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تفضل حكم المجلس العسكرى فى مصر عن حكومة الإخوان المسلمين، لذا ترى واشنطن أن انتخاب شفيق سيحافظ على مصالحها فى منطقة الخليج ويعطيها امتيازات مثل عبور قناة السويس أو الحصول على اذون للتحليق فوق سمائها.
ووصفت الجارديان المشهد السياسى فى مصر بعد صدور الاعلان الدستورى المكمل الذى يعطى صلاحيات واسعة للجيش ب«باكستان»، حيت تخدم الحكومة المدنية الجيش.
وتوقعت الصحيفة أنه فى حال فوز الإخوان بالمناصب الحكومية التنفيذية وظل المجلس العسكرى يتحكم فى التشريع والقضاء، سيتصارع الطرفان على أيهما يمسك بالسلطة الأقوى، وعدم الاهتمام بالمشاكل التى تعانى منها البلاد مثل: الصحة، والعلاقات الخارجية، والاهم من ذلك الاقتصاد.
واختتمت الصحيفة أنه بعد عام من تولى السلطة، اثبت المجلس العسكرى سوء ادارته للحكم ساعيا إلى تسليم السلطة لحكومة تتفاوض معه على اجندة مصالحه السياسية والاقتصادية.
من جانبه، انتقد الكاتب البريطانى روبرت فيسك جماعة الإخوان خلال ثورة 25 يناير، عندما تخلوا عن الثوار الذين ضحوا بحياتهم وذهبوا للتشاور مع نائب الرئيس السابق عمر سليمان للتفاوض على الحصول على مناصب فى الحكومة.
واعتبر فيسك فى صحيفة الاندبندنت البريطانية أمس: أن عودة الإخوان إلى صفوف القوى الثورية بالميدان واحتشادهم ضد المجلس العسكرى خطوة ايجابية تأخرت 17 شهرا.