حشود فى التحرير للمطالبة بالغاء الإعلان الدستورى المكمل العالم في حيرة من أمره مما يجري في مصر .. هذا هو الانطباع الذي تخرج به من قراءة ما خرجت به علينا كبريات الصحف العالمية أمس .. تراوحت التعليقات ما بين السخرية والتهكم إلي التحذير من أن القادم أسوأ ، إلي عدم القدرة علي تصديق ما يجري .. بعض الصحف راحت تقيم الأحداث الأخيرة في إطار تجارب الشعوب الديمقراطية ، وبعضها راحت تقيمها في إطار الثورات التاريخية ، والبعض الآخر اعتبر التجربة الديمقراطية المصرية الوليدة لا يمكن تحليلها في أي إطار ، معتبرين أنها أقرب إلي المهزلة غير القابلة للمقارنة.انتقدت صحيفة " جارديان البريطانية " الطريقة التي يدير بها المجلس العسكري مصر في الوقت الراهن ، واعتبرتها مقدمة لمزيد من الفوضي التي تعم البلاد . وقالت الصحيفة إن " ما فعله الجنرالات ليس ما كانت تنشده الحشود المصرية ولا الذين قتلوا في ميدان التحرير. وقالت الصحيفة إن مصر بكل مكانتها وثقلها وأهميتها في محيطها الإقليمي تضرب اليوم مثالا مرعبا للشعوب التي تحاول أن تتخلص من حكامها المستبدين. وقالت إنه رغم أن المجلس العسكري تعهد بعد الإطاحة بنظام مبارك بتسليم السلطة إلي حكومة مدنية ، إلا أن إعادة فرض قانون عسكري " بالضبطية القضائية " بعد أسبوعين من انتهاء قانون الطوارئ، وحل البرلمان، بالإضافة الإعلان الدستوري المكمل الذي منحهم سلطات جديدة. وعلقت الصحيفة علي محاولة الجنرالات طمأنة المصريين حين أكدوا أن عليهم "أن يثقوا بالقوات المسلحة"، قائلة إن ذلك يتطلب ما هو أكثر من الكلام لإعادة الديمقراطية إلي مسارها. وفيما يتعلق بالنتائج الأولية للجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية التي رجحت فوز محمد مرسي المرشح عن الاخوان المسلمين ، قالت الصحيفة إذا كان مرسي هو الفائز فيجب السماح له بالقيام بعمله. وأشارت إلي أن المصريين هم الذين صنعوا الثورة وعليهم في النهاية أن يحققوا النجاح فيها، داعية الإصلاحيين إلي إعادة تنظيم أنفسهم وتعزيز قوتهم بالعمل الجماعي. أما صحيفة " إندبندنت " البريطانية فاعتبرت أمس المجلس العسكري في ورطة . وقالت إنه الآن يواجه ضغوطًا قوية في الداخل والخارج حيث عادت المليونيات إلي الميدان من جديد بهتافاتها ضد المجلس العسكري ، الذي وحد بمواقفه القوي الثورية من مختلف التوجهات والانتماءات ، وأعاد روح التحرير مرة أخري ، ولكن بزخم أكبر ، وكان اللافت للنظر احتشاد الإخوان وسائر التيارات الإسلامية والليبراليين وحركة 6 أبريل رافضين معا سحب الصلاحيات من الرئيس المنتخب . أما في الخارج فقد كثفت واشنطون ضغوطها علي المجلس العسكري عقب إصداره الإعلان الدستوري المكمل وعودة المظاهرات المليونية احتجاجا علي ما تضمنه من سحب صلاحيات الرئيس المنتخب. وأضافت الصحيفة أن جماعة الاخوان المسلمين ، تخوض الآن معركة أكثر جرأة وشراسة مع المجلس لاستعادة صلاحيات الرئيس والبرلمان المنتخب الذي تم حله . أما مجلة " فورين بوليسي " - السياسة الخارجية - الأمريكية فقد اعتبرت ما يحدث في مصر هو مشهد هزلي يدعو إلي السخرية . ووصفت اللعبة السياسية في مصر بأنها عبثية ولا تحكمها أي قواعد . وشبهت المجلة ما يحدث في مصر بلعبة "كالفين بول " الشهيرة التي يقوم فيها النمر " كالفين " بمغامرات مع طفل صغير تشهد عمليات كر وفر لا تنتهي ، دون أي قاعدة تحكمها ، أو قواعد تتغير حسب الظروف . وسخرت المجلة من فعاليات المرحلة الانتقالية وقالت إنها كانت بلا قواعد ثابتة وإنما تتغير باستمرار في وقت يغيب فيه الدستور ، كحل البرلمان ، وإصدار الإعلان الدستوري المكمل قبل ساعات من بدء جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية . وأضافت إن الإعلان عن الفائز بالرئاسة وما يشهده من جدل هو استمرار لمسلسل العبث لتظل التوترات والاضطرابات هي عنوان المشهد . وتوقعت المجلة استمرار " العبث " واللعب دون قواعد حتي يتفق اللاعبون السياسيون الرئيسيون علي قواعد ثابتة. صحيفة " ديلي تليجراف " اعتبرت ما يحدث في مصر نذير شؤم ، ومقدمة لحقبة جديدة من الاضطرابات غير المسبوقة ، والتي يمكن أن تقوض بقايا الاستقرار في بلد يئن . ونقلت الصحيفة عن وزارة الخارجية البريطانية تحذيراتها لرعاياها في مصر من احتمالات انفجار الموقف في الأيام القادمة ومطالبتها لهم بتفادي التواجد في أماكن المظاهرات خاصة غدا الجمعة. وتوقعت الصحيفة مواجهات غير مسبوقة بين الإسلاميين والمجلس العسكري الحاكم . أما صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية فقالت إن مصر تتجه بقوة نحو أزمة سياسية عسكرية عنيفة ، بسبب ما وصفته بقرارات المجلس العسكري غير المبررة ، وآخرها الإعلان الدستوري الذي أثار استفزازا في الداخل والخارج وسط شكوك قطاعات كبيرة من المصريين في نوايا المجلس فيما يتعلق بعملية نقل السلطة إلي المدنيين نهاية يونيو الجاري.. ونقلت الصحيفة عن مارينا أوتاواي الخبيرة في شئون الشرق الأوسط بمؤسسة " كارنيجي للسلام " قولها : "ما يبو الآن هو أن المجلس العسكري في مصر يحرك عقارب الساعة إلي الوراء ويعيد الأمور إلي ما كانت عليه في عهد مبارك . واعتبرت الصحيفة أن ما يبدو أكثر وضوحا هو أن المجلس العسكري ضحي بمبارك للحفاظ علي دولته القديمة. وتحت عنوان يقرأ "الديمقراطية المصرية المزعومة"، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في افتتاحيتها إن مصر تقدم نموذجا مرعبا لأي مجتمعات تقاتل من أجل القضاء علي نظم الحكم المستبدة في العالم العربي ، الذي يفترض أنها تمثل بالنسبة له القدوة والمثل الأعلي . وانتقدت الصحيفة المجلس العسكري واتهمته بأنه مستبد بالسلطة ، ويقف حائلا دون بلوغ مصر الأهداف التي قامت بثورتها من أجلها ، خاصة الديمقراطية التي مات الكثير من المصريين من أجل إقرارها . ووصفت الصحيفة الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس بأنه " غير ديمقراطي " . وانتقدت الصحيفة أيضا إدراة الرئيس الأمريكي باراك أوباما واتهمتها بأنها لعبت دورا كبيرا في عرقلة عملية التحول الديمقراطي بمصر لاستئنافها ضخ المساعدات العسكرية لمصر قبل إقرار الديمقراطية .