يبدو أن «الحر» ليس كله شر فمع قدوم فصل الصيف بدأت فى الانحسار بشكل كبير الأمراض التى ضربت الثروة الحيوانية فى مصر خاصة الحمى القلاعية التى كانت تهدد قطعان الماشية وأدت إلى نفوق الآلاف منها فى جميع المحافظات، إلى جانب العديد من الفيروسات التى هاجمت الثروة الداجنة وحققت خسائر كبيرة لمزارع الدواجن وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الدواجن بنسب كبيرة خلال الشهور القليلة الماضية التى ما زالت مرتفعة مقارنة بالعام الماضى رغم تراجعها بعض الشىء مؤخرا. وقبل أسابيع قليلة من شهر رمضان المبارك تتوقع شعبتا الدواجن والجزارة بالغرفة التجارية ان تشهد أسعار اللحوم والدواجن استقرارا إلا إذا حدثت مستجدات ليست فى الحسبان.
نمو إنتاج الدواجن
ووفقا للدكتور عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن فقد أدى دخول فصل الصيف بموجاته الحارة إلى القضاء على الأمراض التى أصابت مزارع الدواجن فى فصل الشتاء وساهمت فيها مشكلة نقص أسطوانات البوتاجاز مشيرا إلى ارتفاع معدلات إنتاج الدواجن حاليا لتصل إلى 1,8 مليون طائر كل يوم مقابل 1.2 مليون فى شهر يناير الماضى بنسبة زيادة 50%.
قال السيد إن الإنتاج سوف يصل فى شهر رمضان إلى مليونى طائر وهو معدل جيد كان يمكن أن يؤدى إلى عودة الأسعار إلى نفس مستواها العام الماضى إلا أن مشكلة جديدة طرأت قد تحول دون ذلك وهى ارتفاع الأسعار العالمية للأعلاف إلى 3140 جنيها للطن مقابل 2950 جنيها العام الماضى، ورغم ذلك فقد انخفضت أسعار الدواجن فى المزارع من 13,5 جنيه للكيلو إلى 12,5 لتباع فى منافذ التجزئة بأسعار تتراوح بين 15 و15.5 جنيه للكيلو، وبينما يتوقع رئيس شعبة الدواجن استقرار الأسعار فى شهر رمضان إلا أنه يرى أن زيادة الطلب بشكل كبير فى الأسبوع الأول من الشهر الكريم قد يرفع الأسعار نسبيا إلا أنها سرعان ما تعود إلى معدلاتها السابقة وربما أقل حتى نهاية شهر رمضان.
زيادة المستورد
«أسعار الدواجن المستوردة ارتفعت إلى نحو 19 جنيها للكيلو مقابل 15,5 جنيه بسبب زيادة أسعارها عالميا بحسب رئيس شعبة الدواجن الذى يؤكد أن أسعار الدواجن المحلية أصبحت حاليا أرخص من المستورد بعكس الأوضاع السابقة فى فصل الشتاء وهو ما يؤدى إلى حدوث توازن نسبى فى السوق.
ويطالب رئيس الشعبة بإنشاء مجلس أعلى للثروة الحيوانية والداجنة والسمكية يضم المتخصصين والخبراء فى هذا المجال تكون مهمته دراسة المشاكل والتحديات التى تواجه الثروة الحيوانية ووضع خطط قصيرة وطويلة الأجل لإنقاذ هذه الثروة على أن تستهدف الخطة قصيرة الأجل القضاء على الأمراض التى تواجه الثروة الحيوانية وتوفير التحصينات اللازمة لذلك أما الخطة طويلة الأجل فتستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتى خلال 5 سنوات من خلال توفير الأعلاف بأسعار مناسبة وتحديث المزارع ومنح تراخيص للمزارع المقامة إلى جانب إنشاء مزارع متطورة وحديثة فى الظهير الصحراوى.
أسعار «القائم» تراجعت
«الحمد لله الحمى القلاعية انحسرت مع دخول فصل الصيف فضلا عن تأمين اللقاح الخاص بالمرض سواء بالتصنيع المحلى أو الاستيراد» هذا ما يتفق عليه كل من الدكتور سعد الحيانى رئيس رابطة مربى الجاموس وهيثم عبدالباسط نائب رئيس شعبة القصابين «الجزارين» بالغرفة التجارية لكنهما يختلفان فى تقييم كل منهما لأوضاع سوق اللحوم حاليا ومستوى الأسعار فيه، فبينما يؤكد الحيانى تراجع أسعار بيع المواشى الحية من 27 للكيلو البقرى «قائم» إلى 26 للكيلو، والجاموسى من 23 جنيها إلى 22 جنيها وهو ما يعكس فى رأيه توازن العرض مع الطلب وعدم تأثره بالحمى القلاعية، يرى عبدالباسط على الجانب الآخر أن أسعار اللحوم مرشحة للصعود فى شهر رمضان المقبل إذا لم يتم زيادة كميات اللحوم المستوردة من الخارج لمواجهة الطلب المتوقع ارتفاعه فى رمضان فى ظل انخفاض العرض بسبب الحمى القلاعية وعدم صرف التعويضات للفلاحين المضارين حتى الآن فيما يؤكد الحيانى على انتهاء الإجراءات الخاصة بصرف التعويضات التى حددتها الحكومة ب100 مليون جنيه، تمهيدا لتوزيعها على الفلاحين المضارين فى جميع المحافظات لافتا إلى عدم تأثر المعروض من المواشى بالحمى القلاعية.
الأسعار عالية
«أسعار اللحوم غير عادلة وليس فى متناول الناس ولا تناسب الطبقة المتوسطة» يعترف مسئول شعبة الجزارة لكنه يرى أن ذلك ليس مسئولية الجزارين ولكن مسئولية الحكومة التى تفتقد وجود الخطط الكفيلة بزيادة الثروة الحيوانية، رغم ذلك يؤكد هيثم عبدالباسط أن سوق اللحوم بدأت تتحرك خلال الأسبوعين الأخيرين بعد أن «نسى الناس الحمى القلاعية» لكن السوق طبعا ليس مثلما كان قبل الثورة وذلك بسبب الركود الاقتصادى وتأثيره على الاستهلاك» وفقا لما يقوله.
أسعار اللحوم حاليا تتراوح بين 60 و65 جنيها فى الأحياء الشعبية بينما تتراوح بين 65 و70 فى الأحياء الراقية بحسب عبدالباسط الذى يربط بين استقرار الأسعار فى رمضان وتوافر اللحوم المستوردة فى السوق «لكن لو ظلت الأمور على هذا الحال من التخبط والارتباك قد ترتفع أسعار اللحوم بنسب تتراوح بين 10% و15% فى شهر رمضان».
المخزون متوافر
«مخزون رمضان من العجول الحية التى يتراوح وزنها بين 275 و300 كيلو متوافر فى المزارع ولدى الفلاحين والعرض مناسب» هذا ما يؤكده رئيس رابطة مربى الجاموس متوقعا ألا تزيد أسعار بيع الحيوانات الحية على أسعار رمضان الماضى.