رغم وجوده على الساحة السينمائية منذ فترة طويلة قدم خلالها أعمالا جماهيرية مهمة مثل «اللمبى» و«الناظر» و«غبى منه فيه».. إلا إن السيناريست أحمد عبد الله بدأ تجربة جديدة مع فيلم «كباريه» ليس فقط فى اصطحاب المشاهدين إلى أماكن جديدة عليهم ولكن أساسا فى تكنيك بناء السيناريو، حيث تدور الأحداث فى يوم واحد وهو ماكرره فى فيلم «الفرح» وينوى أيضا تكراره فى «الليلة الكبيرة» وهو فيلمه الثالث فى هذه السلسلة.. وحين سألت أحمد عبدالله عن سر تركيزه على الأفلام التى تتناول حدثا وزمنا واحدا فى الفترة الأخيرة.. قال: لأننى اتفقت منذ عامين مع المخرج سامح عبالعزيز على 3 أفلام من هذه النوعية تمر أحداثهما فى زمن ومكان واحد، وهى كباريه والفرح والمولد الذى غيرنا اسمه إلى «الليلة الكبيرة». وكان فيلم كباريه هو المحرك لنا، ففكرته أعجبتنا جدا، وقبل أن نتفق على أسماء هذه الأفلام طرحنا موضوعات كثيرة تتحد فى زمان ومكان واحد، ومصر يوجد بها موضوعات كثيرة جدا تستحق إلقاء الضوء عليها. هل هذا معناه أنك ستتخصص فى أفلام اليوم الواحد؟ إذا لم يزهق الجمهور من هذه النوعيه بعد فيلمى القادم «الليلة الكبيرة» سأستمر إن شاء الله فى أفلام اليوم الواحد، لأن هناك موضوعات كثيرة تستحق تقديمها سينمائيا بهذع الطريقة، وهذا لا يصح تسميته كما اتهمونا فى الوسط الفنى أنه استثمار للنجاح، وإنما سيكون مدرسة منفردة فى صناعة السينما. لكنك هناك فيلم «واحد صفر» الذى لاقى نجاحا مؤخرا؟ أعرف أننى ليس فقط من اقدمها فالأستاذ صلاح أبوسيف قدمها فى فيلم «بين السما والأرض» وأعرف أن أفلام اليوم الواحد ليست ملكا ل«أحمد عبدالله وسامح عبدالعزيز».. لكن فى نفس الوقت أريد توضيح أن فيلم «واحد صفر» كان تقليدا لنا فهم ليسوا اصحاب اتجاه مثلنا. إلى أى مدى تعانى فى الكتابه لكى ترضى هذا الكم من الممثلين؟ لا أعانى اطلاقا لانى لا أحدد الأبطال إلا بعد انتهائى تماما من الكتابة، وفى هذا الوقت الذى يعجبه دور يجسده، كما أننى لا اتحير فى هذا لأنى لا اختار «سوبر ستار» لبطولة أفلامى التى لا يوجد فيها بطل أوحد، فانا حريص على أن يكون الموضوع فيها هو البطل، وأدعى والحمد لله لم أعرض أى دورعلى أى ممثل فى الفرح أو كباريه ورفضه. وهل تناول الأحياء الشعبية هى موضة السينما خلال هذه الفترة؟ لا توجد أى أفلام تدور أحداثها فى أحياء شعبية فى هذا الموسم إلا فيلم «الفرح» فقط، فهو الفيلم الشعبى الوحيد، وإذا اعتبرنا أن فيلم إبراهيم الأبيض شعبى أو عشوائى كما يقولون سيكون هو الثانى، وفى المقابل يوجد 80 % من الأفلام ليس لها اى علاقه بالمناطق الشعبيه، والاحساس الذى وصل للناس بان افلام الموسم كلها عن الافلام الشعبيه فهذا لان هذه الافلام هى التى تنجح، وأنا أتمنى أن تكون الأفلام الشعبية موضة سينمائية لأن 80 % من الشعب المصرى شعبيين، فاذا حصرت المناطق الراقية فى مصر ستجد ان الزمالك محاطة بأكثر من 5 مناطق عشوائية، وكذلك المهندسين والمناطق الراقية الاخرى، فالناس الراقيه نسبتهم لا تتعدى 2 أو 3 % من سكان مصر والباقى ناس شعبييين وفلاحين وصعايدة، إذا لابد أن نهتم أكثر بالشعبيين والصعايدة والفلاحين لأنهم النسبه الأكبر، ولأنهم أيضا يستحقون تسليط الضوء عليهم، فليس من المعقول ان نقدم كل الأفلام للناس الشيك التى لا تمثل أصلا سوى نسبة قليلة فى المجتمع المصرى. وهل ترى أن هذه الأفلام تفيد سكان المناطق الشعبية؟ إذا لم تكن تفيدهم فهى على الأقل ليست ضدهم ولا تسىء إليهم، وأدعى أن أفلامى هى أكثر الأفلام التى وصلت إلى سكان المناطق الشعبية والعشوائيات ووجدوها تعبر عنهم بدون تزييف أو تزوير، ففيلم «كباريه» كان يناقش العلاقه بين الانسان وربه، و«الفرح» يناقش العلاقه بين الإنسان وأمه، كما أننى الحمد لله لم أقدمهم مثلما تقدمهم الأفلام الأخرى تجار مخدرات وبلطجيه ويمارسون الجنس بشكل عشوائى، وإنما أقدمهم من خلال شكل العلاقات الإنسانية البسيطة.. ومن وجهة نظرى أرى أن هذه الأفلام تفيدهم. هل هذا يعنى أنك لا تنظر فى أفلامك نظرة تجارية؟ بالعكس فأنا كل أفلامى راعيت فى كتابتها أن تكون تجاريه فى المقام الأول، وإلا لن أكتب إلا كل 10 سنوات فيلم واحد، لأنى لن أجلب دخل للمنتج، فأنا اعمل فى ترس أسمه صناعة السينما، وإذا نظرت فقط للمهرجانات وتخليت عن النظرة التجاريه، لن اكتب أفلاما لانى لن أجد احدا ينتجها، والذين ينظرون فقط إلى الشكل الفنى هم الذين يصنعون أفلاما للدولة مثل أفلام حرب أكتوبر وعيد الاستقلال وغيرها من المناسبات القوميه لأنها تكون إنتاج الدولة وليس الغرض منها تحقيق ربح. فأنا أكتب أفلامى بشكل تجارى لا يؤذى الشكل الفنى فيها. ولكن الأغانى الموجودة بالفيلم هى فقط تجارية؟ لا أنكر أنها تجاريه فى المقام الأول، لأنى لابد أن أبيع للجمهور البضاعة الذى يحب أن يشتريها. ومع ذلك فان هذه الاغنيات موظفة داخل الفيلم بشكل جيد فالاغنية الاولى كانت غلاف الفرح، والثانية كانت بمناسبة وفاة الام، والثالثة كانت للمنولوجيست صلاح عبدالله، وهى اغانى لم تكن مصنوعة خصيصا للفيلم. العنصر الذكورى كان يغلب على الفرح على عكس كباريه الذى كان يسيطر عليه العنصر النسائى؟ الذى حكم علينا فى هذا هو نوعية الدراما التى قدمناها فى الفيلمين، ففى كباريه كانت نسبة كبيرة منه نساء لأن جو الكباريهات يتطلب هذا فتجد فيه الراقصة وفتاة الليل فهو مكان يحوى النساء. أما الافراح الشعبية فتكون فقط لأولاد البلد، والطبيعى أنها لا يكون بها نساء سوى العروس، ويكون حدث بالنسبه لهم إذا جاءت راقصه الفرح، وجو هذه الأفراح الشعبية لا يصلح لوجود النساء لوجود السكارى. هل ستسمر فى العمل مع سامح عبدالعزيز؟ نعم ونحن نكون دويتو، وسوف نستمر معا لأننا نفهم بعضنا جدا، لكن ليس معنى هذا أننى ساعمل معه فقط أو إذا لم أعمل معه فى فيلم اكون على خلاف معه، لأنى عملت مع شريف عرفه 3 أفلام متواصلة وبعدها لم اعمل معه حتى الآن ومع ذلك علاقتى به جيدة جدا. وما الدافع الحقيقى وراء اهتمامك بأهل المناطق الشعبيه؟ لا شك أن كونى من منطقة بين السرايات الشعبيه أثر على كتاباتى جدا، واهتمامى بهذه المناطق ليس معناه أننى أكره المناطق الراقية، ولكن الأولوية عندى لأهل المناطق الشعبية.