أصدر الإعلامى نجم عبدالكريم كتابا من جزءين تناول فيه عددا من مئات الشخصيات التى حاورها ان خبرته فى تجاربه الأخيرة تشير إلى ضحالة فكرية عند كثيرين. وقال انه على الرغم من وسائل المعرفة والإعلام الإلكترونية الحديثة ودورها الرئيسى فلا يزال للكتاب أهميته بل ان تلك الوسائل الحديثة تتحول إلى وسيلة ترويج له.
وقال الإعلامى الكويتى العراقى الأصل عن انطباعاته عن المستوى الثقافى فى السنوات الأخيرة ان هناك ضحالة ثقافية ظهرت عند كثيرين ممن اشتركوا فى برنامج تليفزيونى عربى ناجح كتب هو اسئلته.
وكان نجم عبدالكريم يتحدث فى كتابه «شخصيات عرفتها وحاورتها.. احاديث فى الفكر والسياسة والفن» الذى صدر فى جزءين عن دار رياض الريس للكتب والنشر فى بيروت.
وجاء فى مقدمة الناشر فى الجزء الثانى من الكتاب ان نجم عبدالكريم امضى ما يقرب من نصف قرن يعمل فى حقول الإعلام والثقافة المختلفة. بدأ فى ستينيات القرن الماضى بالوقوف وراء الميكروفون معدا ومقدما ومخرجا ومحاورا وكاتبا للبرامج. وكان من مؤسسى فرقة المسرح العربى بقيادة زكى طليمات اذ شارك فى تمثيل مسرحية (صقر قريش).
درس فى القاهرة وفى الولاياتالمتحدة حيث نال الدكتوراه فى الاعلام. وفى اوائل التسعينيات ترأس اذاعة (كل العرب) حيث حاور الكثير من الشخصيات السياسية والادبية والفكرية.
فى استهلال الجزء الأول تحدث الكاتب عن انطباعاته الاخيرة خلال عمله فى برنامج تليفزيونى لقى شهرة واسعة فقال «لم تهزنى نشوة النجاح الذى حققه برنامج (من سيربح المليون) باعتبارى كاتب اسئلته لايمانى بأن هذا النوع من الاسئلة يكرس قشرية الثقافة التى تحول دون النفوذ إلى لبابها».
«وتعمق ايمانى بذلك أكثر فاكثر أثناء معايشتى لمستوى الكثير من المشاركين كضيوف على البرنامج وما اظهروه من ضحالة مخجلة وجهل كارثى فى معلوماتهم العامة. لكن شيوع هذه النوعية من البرامج فى الفضائيات العالمية كان مبررا لى أن أستمر بالاسهام فيها كمورد رزق التماسا للعيش».
اضاف يقول «إلا أن خطيئة كهذه ظلت تلاحقنى لتشعرنى بأننى ساهمت باقتراف جريمة بحق الثقافة الحقة رغم اننى امضيت ما يقرب من نصف قرن من حياتى اعمل فى حقول الاعلام والثقافة المختلفة».
وقال متسائلا «اذا هل اكتفى بنشر لقاءات من حاورتهم فى هذا الكتاب فقط؟! بيد ان لدى المئات من الشخصيات الاخرى وفيهم (الشاعر العراقى الراحل بدر شاكر السياب).. وفيهم كذلك نيلسون مانديلا.. والحديث بلا حرج عن نجيب محفوظ وبنت الشاطئ ونزار قبانى وسهير القلماوى وزكى نجيب محمود وأم كلثوم و(الشاعر العراقى الراحل محمد مهدى) الجواهرى وقائمة طويلة من الشخصيات».
وأعرب عن امله بإصدار مجموعات لاحقة فى هذا النطاق.
وقال «هنالك من توجس خيفة من ألا يحظى هذا الجهد بالقبول عند القراء» مبينا اسبابا لا يخلو البعض منها من وجاهة كشيوع خدمات الانترنت المتعددة التى تقدم الثقافات الحديثة والكلاسيكية القديمة «وهى تسعى إلى الناس كى تكون فى متناول ايديهم ولا يسعون هم اليها كما هو الحال مع الكتاب.. إلى جانب ان معظم ضيوفك الذين حاورتهم لم تعد معطياتهم تشغل حيزا من اهتمامات ابناء هذا الجيل أو الوقوف على حياتهم».
ورد على هذه المخاوف قائلا «فى ما يتعلق بالنقطة الاولى فإن الكتاب وإن تأثر الإقبال عليه قليلا بسبب خدمات الانترنت عند شريحة معينة من القراء.. لم يزل محتفظا بمكانته بدليل هذا الاقبال المتزايد على معارض الكتب التى تقام فى مواسم لا تكاد تنقطع فى الوطن العربى بل ان الانترنت صار إحدى الوسائل للترويج لهذه الكتب واقتنائها».
واضاف يقول دون ان يكشف عن الاحصاءات التى شكلت مصدر معلوماته فى هذا المجال «اما فى ما يتعلق بعدم اهتمام أبناء هذا الجيل بالحياة الادبية والفكرية والفنية التى كانت سائدة فى زمن من حاورتهم فهذا مجانب للصواب ايضا.. فالاحصاءات تؤكد أن الإقبال على معطيات جبران خليل جبران ونجيب محفوظ وأشعار محمود درويش وغيرهم فى ازدياد مطرد بل ان ام كلثوم وعبدالحليم حافظ هما الاكثر مبيعا عند ابناء هذا الجيل».
اشتمل الجزء الاول على مقابلات مع ابراهيم العريض وأحمد بهاء الدين والشيخ حسن الباقورى وأدونيس وأنيس منصور وتحية كاريوكا والمستشرق الفرنسى جاك بيرك وجلال الطالبانى وحسين فوزى وحمد الجاسر وسعد الله ونوس وسعيد حارب وسمير سرحان وشادى عبدالسلام وشفيق الحوت وصلاح ابو سيف وطه حسين وعباس محمود العقاد وعبدالله الطريقى وعبدالرحمن الابنودى.
اما الجزء الثانى فاشتمل على مقابلات مع عبدالسلام المسدى وعبدالوهاب البياتى وعزيز اباظة وفاتن حمامة وفتحى رضوان وفريد الاطرش وكمال الدين حسين ومحمد جابر الانصارى والسيد محمد حسين فضل الله ومحمد سعيد الصكار والشيخ محمد متولى الشعراوى ومحمود تيمور ومحمود شاكر ومصطفى امين ومصطفى محمود وميخائيل نعيمة وهنرى بركات ويوسف ادريس.