وري جثمان الفنانة وردة الجزائرية الثرى، بعد ظهر اليوم السبت، بمقبرة "العالية" بالعاصمة الجزائرية التي تعد أهم مقبرة في البلاد بها زعماء ورؤساء الجزائر الراحلين، بالإضافة إلى أشهر الشخصيات من مختلف المجالات . شارك في مراسم دفن الفنانة الكبيرة العديد من كبار المسئولين في الحكومة الجزائرية والمئات من المواطنين العاشقين لفنها وأفراد أسرتها .وكان المستشار هاني صلاح القائم بالأعمال بالسفارة المصرية بالجزائر قد أكد أن الفنانة وردة اقترن اسمها وحياتها ومشوارها الفني بوجدان كل عربي .
وأضاف هاني صلاح، أن الفنانة وردة تربعت على عرش الغناء أميرة للطرب العربي من خلال أعمالها الخالدة لأكبر الملحنين المصريين كبليغ حمدي ورياض السنباطى وحلمي بكر وسيد مكاوي ومحمد عبد الوهاب، وجاء ذلك في كلمته التأبينية التي ألقاها بعد ظهر اليوم خلال مراسم إلقاء "نظرة الوداع" بقصر ثقافة مفدى زكريا بالعاصمة الجزائرية، والتي شاركت فيها وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومى وعدد من السفراء العرب.
وأشار إلى أن وردة الجزائرية عملت من خلال مسيرة حياتها على تقوية العلاقات بين البلدين الكبيرين، كما ارتبطت بوجدان كل مصري وكانت خير سفيرة للجزائر في مصر منذ أن استقرت بها في الخمسينيات .
ومن جانبها، أكدت خليدة تومى في كلمة تأبينيه لها أن وردة الجزائرية ساهمت في ثورة بلدها وغنت للشهداء، كما عرفت بالقضية الجزائرية من خلال الجولات الفنية عبر مختلف أقطار العالم العربي، مناضلة بصوتها ومتبرعة بعائدات حفلاتها لجيش التحرير الوطني الجزائري وعندما ضاقت فرنسا بها اضطرت إلى المغادرة باتجاه الرباط ثم بيروت ليظل صوتها يعانق الجزائر فئ ثورتها ضد فرنسا.
و كانت الفنانة وردة قد توفيت مساء الخميس الماضي، إثر أزمة قلبية أصيبت بها في منزلها في القاهرة عن عمر يناهز 73 عاما وقد تم نقل الجثمان أمس إلى العاصمة الجزائرية على متن طائرة عسكرية، وتم وضعه بقصر ثقافة "مفدى زكريا" صباح اليوم لإلقاء نظرة الوداع عليها من قبل أفراد الشعب الجزائري قبل تشييعها إلى مثواها الأخير بمقبرة "العالية".
وردة.. رمزا للأغنية العربية
وقد ولدت وردة الجزائرية و اسمها الحقيقي وردة فتوكي سنة 1939 بفرنسا من أم لبنانية و أب جزائري محمد فتوكي و أصله من منطقة سوق أهراس بالشرق الجزائري. بدأت وردة الغناء في سن مبكرة خلال الخمسينات في مؤسسة فنية كان يملكها والدها قبل أن تباشر مشوارا فنيا ثريا في المشرق.
و في سنة 1972 شاركت المطربة التي تعد رمزا للأغنية العربية بدعوة من الرئيس الراحل هواري بومدين في احتفالات الذكرى ال10 لاستقلال الجزائر، حيث أدت أغنية "من بعيد" تخليدا لذكرى شهداء ثورة نوفمبر.
و بعد غياب طويل كانت عودتها إلى بلدها الأصلي لحظات جد مؤثرة. و كان لهذه الفنانة الكاملة المعروفة بأغنية "في يوم و ليلة" تجربة في السينما لاسيما في فيلمي "صوت الحب" و "حكايتي مع الزمان" اللذين أدت فيهما البعض من أغانيها البارزة.
و قد تم تسويق أكثر من 20 مليون ألبوم عبر العالم لمؤدية أغنية "لولا الملامة" و "الفراق". و يعد الرصيد الفني لوردة الجزائرية أكثر من 300 أغنية .
ويحفل رصيد وردة الجزائرية بعدد كبير من الأغاني الذائعة الصيت في العالم العربي .وعادت إلى السينما العام 1994 بفيلم "ليه يا دنيا" وقدمت أول مسلسل لها على التلفزيون العام 1977 بعنوان "أوراق الورد".