شهدت عدة مدن سورية اليوم الجمعة، تظاهرات منددة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك فيما أطلق عليها "جمعة إخلاصنا خلاصنا"، فيما حصدت قوات الأمن 26 قتيلا بعدما جوبهت المسيرات بإطلاق النار. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث باسم الموفد الدولي الخاص كوفي عنان أن هناك مؤشرات ميدانية "طفيفة" على احترام خطة الأخير.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل خمسة أشخاص في محافظة حمص (وسط) في إطلاق رصاص من قوات نظاميّة أو من قناصة أو برصاص عشوائي، وأربعة مواطنين في محافظة حماة (وسط) بينهم ثلاثة في استهداف سيارتهم من حاجز للقوات النظامية وإمام مسجد قتله مسلحون.
كما قتل أربعة أشخاص، بحسب المرصد، في محافظة حلب (شمال) هم رجل وزوجته وطفلهما في إطلاق رصاص، وفتى في إطلاق رصاص على تظاهرة، وأربعة مواطنين في محافظة ادلب (شمال غرب)، كما قتل مواطن في اطلاق رصاص في مدينة اللاذقية (غرب)، وآخر في محافظة دير الزور (شرق) في إطلاق رصاص مصدره القوات النظامية السورية.
وفي محافظة دمشق، قتل مواطن في بلدة المليحة في اطلاق نار من القوات النظامية السورية، وستة في حيي التضامن وكفرسوسة في العاصمة نفسها. وتعرضت تظاهرات في مناطق عدة في دمشق وريفها وحلب والحسكة (شمال شرق) وحماة ودرعا (جنوب) واللاذقية وحلب (شمال) لإطلاق نار من القوى الأمنية الجمعة، بحسب المرصد السوري وناشطين.
وشملت التظاهرات أيضا بلدات وقرى عدة في محافظتي إدلب وحمص، في حي الخالدية في مدينة حمص، وأنشد متظاهرون أغنية مع لازمة تقول "صامدون يا وطننا صامدون"، ورفعوا لافتة كتب عليها "حمص عاصمة الثورة حمص ام الشهداء"، حسبما أظهر شريط فيديو نشره ناشطون على شبكة الإنترنت.
وفي حمص القديمة، هتف المتظاهرون: "الشام شام الشهامة وحمص أرض الكرامة"، ورفعوا لافتة كتب عليها "هل تعلمون يا رؤساءنا العرب بأن النصر اقترب؟"، في الزيداني، وبحسب شريط فيديو على موقع يوتيوب، حمل متظاهرون صورة كبيرة للرئيس بشار الأسد وكأنه في سجن مع عبارة "محكمة الشعب".
وفي عربين في ريف دمشق، كتب متظاهرون على لافتة "إلى المراقبين شكرا على زيارتكم انتهى"، وعلى اخرى "الجيش الحر حامي الدار والعرض والولد"، وانطلقت التظاهرات خصوصا بعد انتهاء صلاة الجمعة وحملت شعار "إخلاصنا خلاصنا"، في تأكيد على استمرار التحرك حتى إسقاط نظام الأسد.
وتستمر أعمال العنف في سوريا رغم وجود طليعة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا منذ 16 إبريل للتثبت من وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في 12 إبريل، وقتل أكثر من 600 شخص منذ دخول وقف النار حيز التنفيذ، بينما تجاوز عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف مارس 2011 الأحد عشر ألفا معظمهم من المدنيين.
وزار فريق من المراقبين الدوليين برئاسة رئيس البعثة الجنرال روبرت مود الجمعة محافظة ادلب، ومدينة اللاذقية، ومدينة حماة ومدينة تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية، ويفترض أن يرتفع عدد المراقبين الموجودين في سوريا للتثبت من وقف النار ليصل الى 300، بموجب قرار مجلس الامن الدولي الداعم لخطة عنان.