وجه الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، اليوم الخميس، رسالته الأسبوعية إلى عمال مصر، تحت عنوان «مع العمال في عيدهم»، قال فيها: "لم تعرف الدنيا رسالةً من الرسالات، ولا نبيًّا من الأنبياء إلا واهتمَّ بالعمل والعمّال، ورفع قدرهم، وأعلى شأنهم، وصان حقوقهم، كما اهتم الإسلام ونبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم-". وأضاف بديع: "معظم آيات القرآن الكريم، اقترن بها الإيمان بالعمل، واعتُبر العمل الصالح دليلاً على صدق الإيمان بالله تعالى، واعتُبر أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه عملٌ ملموسٌ، يبقى دليلاً على الصدق ورصيدًا للآخرة."
وحول حقوق العمال، قال بديع: "حث الإسلام كل البشر على العمل والاحتراف، والإتقان حافظ على حقوق العاملين، فقال سبحانه {وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في توجيه صارم: "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه".
وتابع: "على أكتاف العمّال قامت الحضارات، وارتفعت المدائن، ونهضت الأمم، بل ونشأت هذه الدعوة المباركة بدعمهم وجهدهم وتضحياتهم؛ فالعمد الرئيسية مع الأستاذ البنا -رحمه الله- في الإسماعيلية كانوا ستة من الإخوة."
وحذر بديع العمال من الابتعاد عن منة الله تعالي؛ لأن "الناس إذا ابتعدوا عن منهج الله تعالى، وذهلوا عن رسالات السماء، ضاعت بينهم الحقوق، وأكل القوي فيهم الضعيف، وطغى الأغنياء على الفقراء، وتحوّل العمّال- الذين هم بناة الحضارات- إلى مسخّرين وعبيد، يعملون طوال النهار وساعات من الليل في ظروف صعبة قاهرة، ولا يجدون في نهاية سعيهم ما يسد رمقهم، ويكفي لسد حاجتهم ويطعم أولادهم".
وتحدث المرشد العام للإخوان عن أوضاع عمال مصر، في عهد النظام السابق، قائلا: "لقد رأينا في العهد البائد كيف ضاعت حقوق العمال، وكيف أكل عرقهم وجهدهم طبقة من الحكّام الظلمة وأرباب السلطان والمقربين منهم، وصل إلى حد بيع مصانعهم وشركاتهم بأبخس الأثمان، ومحاولة خديعتهم بالمعاش المبكر، وبمكافآت هزيلة لنهاية الخدمة، حوّلتهم إلى جيوش من العاطلين يبكون مصانعهم التي أُغلقت، وشركاتهم التي بيعت، وإنتاجهم الذي توقف وأيديهم التي تعطلت، وكان هذا الظلم البيّن سببًا مباشرًا للاحتجاجات والإضرابات التي اجتمعت مع غيرها من المظالم لتفجر الثورة المباركة في أنحاء مصر".
واعتبر بديع، رسالته، قائلا: "قد آن الأوان الآن بعد قيام الثورة- وفي مشروع النهضة الذي يتبنَّاه الإخوان المسلمون اليوم- أن يعود العمّال إلى مكانتهم، وإلى دورهم الفعّال والرئيس في بناء النهضة، وإعادة تعمير هذا البلد الأمين واسترداد حقوقهم، وفتح مصانعهم، واسترداد شركاتهم؛ لدفع عجلة الإنتاج والتقدم والنهوض بمقدَّرات البلد في جميع مجالات البناء والإنتاج".