أعتبر الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن هناك قوى عاتية ظالمة داخلية وخارجية تحارب معركتها الأخيرة لإجهاض الثورة المصرية أو تعويقها لمنع الأمل المشرق من الظهور لأن في نهضة مصر نهاية لجبروتهم وسيطرتهم على المنطقة العربية بأسرها – على حد قوله. وأضاف بديع -في رسالة له اليوم- بأنه مما لا شك فيه أننا نمرُّ في مصرنا الحبيبة بمرحلة من أخطر مراحل نضالنا في سبيل نصرة الحق وإقامة دولة العدل والحرية والمساواة والتحرر من قيود الظلم والذل التي كبلتها وأخرتها وأنزلتها من منزلة الريادة والقيادة للعالم العربى والإسلامي. وأضاف بديع في رسالته التي جاءت تحت عنوان «القلق المشروع» بأن قلق المخلصين من أبناء شعبنا الكريم على إختلاف مشاربهم وإتجاهاتهم لمستقبل مصر أمرٌ طبيعى ومبرر لشدة حرصهم على ألا تُجهَض الثورة في مهدها أو تعاق نتائجها من الظهور فتضيع جهود المخلصين سُدىً وتذهب دماء الشهداء هباءً. وطالب المرشد العام للإخوان المسلمين الشعب بان يعى أن عدوه الأساسي هو المشروع الصهيوني الأمريكي والذي يسعى للسيطرة على المنطقة كلها لإقامة إسرائيل الكبرى والشرق الأوسط الجديد، وهؤلاء كانوا يعتبرون النظام البائد «كنزاً استراتيجياً» ضامناً لمصالحهم ومُعيناً لهم فى تحقيق أهدافهم الخبيثة، وأن هؤلاء لن يسلِّموا بسهولة وسيبذلون قصارى جهدهم وعن طريق عملائهم لإعاقة مسيرة الثورة وإجهاض نتائجها وإحباط شبابها. واستطرد بديع أن عدوّنا الداخلي هم فلول الحزب الوطنى البائد وبقايا النظم البوليسية المنحلة والمرجفون في أجهزة الإعلام التي لم تتطهر بعد والعملاء المرتزقون وغلاة العلمانية وأصحاب المشروع الغربي الذين لا يسعدهم أن تنحاز الجماهير الثائرة لانتمائها الأصيل وتمسكها بهويتها ورسالتها وقيمها وأخلاقها. وقال المرشد « رغم كل هذه المعوقات والمخاوف وموجبات القلق فإن هناك مبشرات بالأمل ومُفَندات لليأس ويأتي في مقدمتها أن نصر الله الذي تحقق في فترة قصيرة بما يشبه المعجزات من الإطاحة برأس النظام وإزاحة الوريث والخلاص من الحزب الوطني وتفكيك جهاز أمن الدولة وحل المجالس المحلية ومجلسى الشعب والشورى». ويردف بقوله «وهذه كانت من مقومات الفساد والتخلف فالخلاص منها رحمة ونصرٌ لجهاد الشعب المصري الأصيل، وكذلك فان القوى العالمية من صهيونية وأمريكية تتوالى عليها الهزائم والإنتكاسات بدءا من عزلة إسرائيل، وفقدها الكثير من مناصريها فى المنطقة والإخفاقات الأمريكية في المجال العسكري في العراق وأفغانستان والمجال الإقتصادي الذي يهدد بانهيار النظام الرأسمالي نتيجة للسياسات الفاشلة والإنفاق الهائل فى حروب مدعّاة للقضاء على ما يسمونه بالإرهاب. وأضاف ببقوله «أن المجلس العسكري – مع احترامنا وتقديرنا لرجاله – فقد مثلوا الجيش بحمايته للثورة، ويُحمد له أن وقف على الحياد في أول الأمر ثم إنحاز إلى خيار الشعب بعد ذلك، ثم إنه أعلن مراراً وتكراراً إنه لا يرغب البقاء فى السلطة بل يريد العودة إلى ثكناته لدوره الأصيل فى حماية الحدود وتأمين الوطن .. ونأمل أن يفى بالوعود». ودعا بديع الى الإسراع والتصميم على تحقيق أهداف الثورة بإقامة نظام حكم رشيد تكون الكلمة الأولى والأخيرة فيه للشعب الأصيل عن طريق مجلس حقيقي يمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً ويكون هو صاحب الأمر والنهي فيختار الحكومة ويراقبها ويُرشِّدها، ووجود مجلس نيابى يخافه الحاكم ويعمل له ألف حساب .. بل يأتمر بأمره ويحقق آماله وأحلامه .. ولا يكون ذلك إلا بوضع دستور جديد للبلاد يعبر عن هويتها وأصالتها، وينظم العلاقات بين الحاكم والمحكوم ويضمن الحقوق لجميع المواطنين على السواء ويضمن سير الأمة كلها في طريق الرقي والنهوض والتقدم.