أعلنت اليابان اليوم الثلاثاء أنها ستقدم 60 مليار دولار إضافية لصندوق النقد الدولي لمساعدته على التصدي لازمة الدين في أوروبا في خطوة لقيت ترحيبا من مديرة هذه الهيئة المالية الدولية التي دعت دولا أخرى إلى القيام بخطوة مماثلة. وقال متحدث باسم وزارة المالية إن "وزير المالية جون ازومي أعلن أن اليابان ستقدم 60 مليار دولار لتعزيز الأسس المالية لصندوق النقد الدولي".
ويأتي هذا القرار تلبية لطلب كريستين لاجارد مديرة الصندوق التي دعت في يناير الى تقديم تمويلات إضافية للصندوق لزيادة موارده القابلة للإقراض بمقدار 500 مليار دولار من اجل مواجهة ازمة الدين الأوروبية وانعكاساتها على العالم بشكل أفضل.
وحسب قواعد المحاسبة في الصندوق، يفترض ان يتم جمع 600 مليار دولار لتحقيق هذا الهدف.
وستعلن السلطات اليابانية عن هذا التعهد رسميا خلال اجتماع وزراء المالية وحكام المصارف المركزية لدول مجموعة العشرين في واشنطن في 20 ابريل وخلال الاجتماع نصف السنوي للصندوق بعد ذلك. وفي بيان نشر في واشنطن، حيت لاجارد على الفور "الدور المحرك والالتزام المتين لليابان للعمل التعددي".
وكانت اليابان اول بلد يحرك موارد إضافية للهيئة المالية الدولية في اوج الأزمة المالية الدولية في 2009.
وقد قدمت حينذاك 100 مليار دولار. ودعت لاجارد الدول الأعضاء في الصندوق حذو مثل الياباني، أول بلد من خارج الاتحاد الأوروبي يقوم بخطوة من هذا النوع.
وكانت منطقة اليورو وحدها وعدت بزيادة موارد الصندوق بمقدار 150 مليار يورو (198 مليار دولار). وقال ازومي في تصريحات نشرتها وسائل الاعلام اليابانية ان "اعلان قرارنا كان مهما للمساعدة على اعداد اتفاق" قبل الاجتماعات. وكانت الولاياتالمتحدة اكبر دولة مساهمة في الصندوق، اعلنت انها لن تقدم اي مبلغ.
ونظرا لضعف التجاوب في البداية، خفضت لاغارد تطلعاتها وقالت الخميس ان "الاحتياجات قد لا تكون بالحجم الذي توقعناه". وحسب التقرير الاسبوعي لماليته، يمكن للصندوق حاليا تحريك 382 مليار دولار للدول الاعضاء فيه ذات الدخل المتوسط او المرتفع. وتضاف الى هذه، المبالغ التي يمكن ان يتمكن الصندوق من جمعها.
وقالت لاغارد ان اعلان ازومي يشكل "مرحلة مهمة في الجهد الدولي الجاري لتحسين تكييف الموارد المتوفرة من اجل منع وقوع الازمات ومكافحتها" ويفترض ان "تسمح بتحقيق تقدم حاسم".
واكد الوزير الياباني ان طوكيو وعبر هذا الجهد الاضافي تأمل في طمأنة الاسواق التي تشعر مجددا بالقلق من مالية الدول الاوروبية، بعد هدوء مطلع العام الجاري على اثر اتفاقات تخفيف الدين والمساعدة الاضافية لليونان.
واضاف "لا يمكننا ان نكون متفائلين تماما بشأن مشكلة الدين الاوروبي"، مؤكدا ان "المساهمات ضرورية لانهاء هذه الازمة".
وتتابع اسواق المال بقلق اسبانيا حيث ارتفع معدل فائدة سنداتها لعشر سنوات الى اكثر من 6%، وقال ازومي ان طوكيو ستطلب مقابل دعمها غير المباشر لاوروبا عن طريق صندوق النقد الدولي "من الاوروبيين بحزم تعزيز وسائل الحماية" لديهم.