نفت فايزة أبو النجا، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، بشدة وجود أي إهدار للمال العام، في استخدام القروض التي تحصل عليها مصر من الخارج، وقالت إنه تقع بعض الصعوبات في بداية استخدام القروض، أبرزها التباطؤ عند السحب بسبب وضع الآليات ثم يتم السحب بشكل منظم. وشددت أبو النجا في بيان أمام اجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، برئاسة الدكتور عصام العريان، اليوم الاثنين، على ضرورة التخارج من برنامج المساعدات الأمريكية، حتى تكون العلاقة بين البلدين على أساس المصالح المشتركة، مطالبة بالتركيز على المنح التي تساعد المشروعات التنموية.
وكشفت أن أصل الدين المصري لأمريكا 850 مليون دولار، سدد منذ 10 سنوات، ومصر تسدد حاليًا فوائده، مشيرة إلى أنها عندما طلبت مصر التخارج من برنامج المساعدات الاقتصادية لم تستجب أمريكا، وقالت إنها غير مستعدة لذلك، ومصر ردت بأن أي برنامج مساعدات لابد وأن يكون مرحليًا وله نهاية.
وقالت وزيرة التعاون الدولي: "إن مصر لديها برامج تحقق عائدًا بالجنيه موجودة في حساب بالبنك المركزي، تمول منه شراء الأجهزة الطبية للمستشفيات الحكومية والجامعية، فضلا عن 5 ملايين امرأة تعول أسرتها من خلال مشروعات صغيرة."
وأكدت في بيانها الذي تناول موضوع القروض والمنح، وكيفية إدارتها أن مصر تعرضت لمشكلة عام 2001، عندما وصلت نسبة المديونية إلى 31% من الناتج الإجمالي المحلي، والمسموح به 30% فقط، وأنها نبهت إلى أن هذا خطًا أحمر، ويمكن أن يؤدي إلى التوقف عن سداد القروض.
وقالت: "إن هذه النسبة وصلت العام الماضي إلى 15%، وهي نسبة آمنة للغاية، ومصر أصبحت من الدول قليلة المديونية، طبقًا لتصنيف البنك الدولي، وديوننا لا تمثل خطرًا، ولا يجب أن يكون هناك أي قلق من المديونية الخارجية، وأشارت إلى العديد من المشروعات الكبرى التي تم توفير التمويل لها، وآخرها الخط الثالث لمترو الأنفاق من العتبة إلى العباسية، وكوبري قناة السويس وأيضًا الجامعة اليابانية ببرج العرب."
وأضافت انه سيتم الأحد المقبل، توقيع الخطابات المتبادلة مع هيئة الجايكا اليابانية، لتوفير أول شريحة من قرض قيمته مليار و200 مليون دولار للخط الرابع من مترو الأنفاق، بفائدة 2% بفترة سماح 40 سنة، ما يحوله إلى منحة لا ترد.
وأشارت إلى أن الجامعة اليابانية هي أول جامعة من نوعها توافق اليابان على إنشائها خارج اليابان، وهي متخصصة في العلوم التكنولوجية المتقدمة، منها كلية للهندسة، وأخرى للطاقة الجديدة والمتجددة.
وأوضحت أبو النجا أن مصر لديها شراكة مع أغلب دول العالم، ومنها أمريكا، وكانت مصر تحصل بعد اتفاقية كامب ديفيد من عام 1978 إلى عام 1983 على مبلغ 850 مليون دولار كقرض، ومن عام 83 تحول إلى منحة، إلا أن هذا المبلغ أصبح ديونًا على مصر بفوائدها التي بلغت نحو 4 مليارات دولار، وهو ما تسدده مصر حاليًا بواقع 350 مليون دولار سنويًا، مشيرة إلى أن مصر كانت تشتري بهذا المبلغ قمحًا من أمريكا.
وأشارت الوزيرة إلى أن الرئاسة وافقت في عام 2007 على طلبها بالتخارج تمامًا من هذا البرنامج، خاصة وأن كل الدول التي نفذت ذلك تحسنت علاقتها مع أمريكا، وأصبحت العلاقات قائمة على المصالح المشتركة، وليس علاقة المانح بالممنوح، مؤكدة أن أمريكا هي الدولة الوحيدة التي تصر على ربط المساعدات بمشروطيات، ومصر ترفض ذلك بشدة، وروت واقعة مرتبطة بهذه المشروطيات، وقالت إن أحد رؤساء الوزراء كان في زيارة لأمريكا، ووُوجه بهجوم شديد بسبب رفع صورة الشيخ أحمد ياسين، زعيم حركة حماس، أمام المعبد اليهودي في وسط القاهرة، ووصل الأمر بالتهديد من أعضاء في الكونجرس، بقطع المعونة الأمريكية عن مصر.