استعرضت «الشروق» أمس نماذج مختلفة من المصريين للوصول إلى تصوراتهم حول الرئيس القادم للبلاد، وماذا يطلبون منه، وكيف سيختارونه، اليوم نواصل..
سيلين وتانيا: فى الأغلب موسى أو واحد تانى خالص.
سيلين وتانيا من سكان مصر الجديدة، لا يريان أن أحدا باستثناء عمرو موسى لديه فرصة حقيقية لكسب العدد الكافى من الأصوات، «ده لو اصلا كسب من أول جولة»، حسبما تقول سيلين مدرسة الرسم باحد مدارس مصر الجديدة.
سيلين الثلاثينية لديها اقتناع لسبب لا يبدو أنها تعرفه على وجه التحديد بأن الرئيس القادم لم يظهر بعد، بل إنها حسبما تقول بعد اقل من 24 ساعة من إعلان منصور حسن، رئيس المجلس الاستشارى عزمه الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، لا تظن أن الامر سيستقر لصالح حسن.
أما تانيا، الموظفة باحد البنوك الاجنبية بالقاهرة، فترى، أيضا، أن الرئيس القادم لمصر سيكون موسى «أو واحد تانى خالص، حد يمكن مش مفكرين فى قد كده وفجأة هيعلن أنه نازل الانتخابات وسيتم دعمه من قبل قوى عديدة الرئيس التوافقى زى ما بيقولوا».
لكنها لا تستطيع التكهن بأحد محدد، وتستبعد اسم عمر سليمان، مدير المخابرات السابق لمبارك والنائب الأوحد له، لمدة أيام قليلة من مجمل ثلاثة عقود حكم فيها مصر، من قائمة المرشحين المفاجئة.
«الواضح أن عمرو موسى عامل نشاط كويس وبيتحرك كويس وفى ناس كتيرة بتعرفه، ورغم أن شباب الثورة مش معجب به لكن عنده فرصة قوية إلا لو طرح اسم حد تانى خالص وتم دعمه،» ،حسب تانيا.
سيد: الإعادة هتكون بين صباحى وأبوإسماعيل
فى السويس يباشر سيد بيع الاطعمة الخفيقة والمشروبات المثلجة على شط القناة، ويقول إنه «متأكد» أن انتخابات الرئاسة لن تحسم من الجولة الأولى لأن فى مرشحين أقوياء.
المرشحان الأوفر حظا، بحسب رأى سيد، هما حمدين صباحى، السياسى الناصرى الذى بدأ نشاطه السياسى مع الحركة الطلابية فى مواجهة الخيارات السياسية للرئيس الراحل أنور السادات، شأنه فى ذلك شأن أبوالفتوح، وأبوإسماعيل السلفى لأنه صاحب تواجد وشعبية فى مناطق مختلفة من الجمهورية.
سيد، الأربعينى، مقتنع بأن مرشحين مثل موسى وشفيق ليس لديهما فرصة حقيقية فى التنافس مع صباحى وأبوإسماعيل لأن الأول والثانى «بهوات» لكن الثالث والرابع «دى ناس من الفقراء وعارفين الناس والناس عارفينهم».
لا يمانع سيد إذا ما ذهبت الرئاسة لصباحى أو أبوإسماعيل لأن الرجلين فى رأيه لديهما ما يقدمانه فيما يتلعق بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومواجهة الغلاء والفقر.
سامية وفاتن: موسى أو شفيق
مدرستان فى الخمسينيات من العمر بإحدى مدارس محافظة بنى سويف، سامية وفاتن لا تريان فرصة حقيقية لأى من المرشحين الرئاسيين المحتملين، بما فى ذلك حسن، الذى يفترض انه مدعوم من المجلس الاعلى للقوات المسلحة والاخوان المسلمين وقطاعات من القوى السلفية وبعض قطاعات حزبية تقليدية حسبما قيل، باستثناء أن تكون الفرصة لموسى أو شفيق.
«الحقيقة أنه بعد اللى ناس شافته فى السنة اللى فاتت دى من ساعة الثورة من قلة امن وقلة فلوس لازم هتنتخب واحد يقدر يلم الوضع وبسرعة، يعنى مش لسه هنجيب واحد يتعلم من اول وجديد، الناس عايزة واحد عنده خبرة»، قالت سامية.
أما فاتن والتى تقول إنها ستصوت لأبوالفتوح لانها تجده «مقنعا وعنده أفكار كويسة» فهى ايضا ترى أن الأغلبية التصويتية ستكون فى صالح موسى أو شفيق «وأظن فى الأغلب عمرو موسى» لأن فى ناس كثيرة لا تعرف حتى اسم أبوالفتوح ولأن باقى المرشحين ، بما فى ذلك شفيق، «ما عندهمش نفس الأرضية».
فاتن تتمنى أن يتخذ موسى فى حال انتخابه ابو الفتوح نائبا له، «علشان كده يكون فى إحساس بالتغيير وفى اتجاه لأن أجيال أجدد وناس جديدة يكون لها دور» فى اتخاذ القرارات المصيرية.
ماجد: أكيد شفيق
مهندس البترول ماجد الذى يقطن مصر الجديدة هو أيضا مقتنع باهمية ان يتخذ الرئيس القادم نائبا له من خارج دائرة الشخصيات المعروفة بالفعل. ماجد الخمسينى والذى لا يجد غضاضة فى القول بأن «أيام مبارك كانت أحسن فى حاجات، خصوصا الأمن» مقتنع، حسبما يقول، أن كرسى الرئاسة ستؤول لشفيق «لأن الرجل عنده سمعة كويسة فى الإنجاز وحكاية أنه كان مع مبارك أو لأ دى ما بقتش مهمة عند ناس كتيرة خلاص».
ماجد مقتنع أيضا أنه فى حال المقارنة بين موسى وشفيق فإن معظم الناخبين سيفضلون الثانى لانه «راجل له إنجازات واضحة وملموسة انما موضوع السياسة الخارجية ده مش حاجة تهم ناس كتيرة خصوصا حاليا».
ويرى أنه من الأهمية ان يختار شفيق نائبا له من شباب الثورة «العاقل مش الناس المتطرفة»، مقترحا اختيار وائل غنيم مؤسس صفحة كلنا خالد سعيد المحفل الجماعى لاولى اصوات الثورة نائبا له لأن «النائب يجب أن يكون شابا وعنده قدرة على الابتكار ويساعد الرئيس اللى لازم يكون عنده خبرة».
المهم، بحسب ماجد، ان يكون التركيز على النواحى الاقتصادية «وبسرعة لأن أحوال البلد أصبحت صعبة جدا والفقر لما هيشتد كلنا هنخسر، كلنا».
إيمان: يمكن أبوالفتوح ويمكن موسى
تقف إيمان الموظفة بإحدى القطاعات الحكومية فى محافظة البحر الأحمر فى انتظار استقلال الأتوبيس المتوجه من القاهرة إلى شرم الشيخ وهى تتابع حركة المرور فى سأم. وتقول السيدة الأربعينية إن انتظار الرئيس القادم اصبح من وجهة نظرها أمرا مملا «لأن الوقت طال من ساعة ما حسنى مبارك مشى» فى 11 فبراير من العام الماضى فى أعقاب تظاهرات ثورة 25 يناير التى استمرت 18 يوما.
«فى الأول الواحد كان مهتم وبيتابع يشوف لكن دلوقتى خلاص الموضوع طال وأى حد ييجى وخلاص، المهم بس يشوف حال البلد ويشتغل بجد لصالح الناس مش لصالح نفسه»، تقرر إيمان.
إيمان تقول إنه فى بداية حديث انتخابات الرئاسة كانت تتابع باهتمام غالبية ما يقال وتحرص على مشاهدة البرامج التليفزيونية التى يظهر فيها المرشحون المحتملون ولكن بعد بضعة شهور اصبحت ترى كل شىء مكررا ومعادا ولم تعد ترى أى تفاصيل محددة عن البرامج الانتخابية تميز أى مرشح عن الآخر. «الكل بيقول نفس الكلام، هاهتم بالتعليم وهاصلح الاقتصاد وهاحسن الدخل، فخلاص كله بيقول نفس الكلام، المهم دلوقتى إن اللى ييجى يكون عارف ان الناس هتحاسبه».
إيمان ترى أن الاحتمالات ان ترسو الرئاسة لعمرو موسى، لأن «فى ناس كتير عارفاه ولأنه بيتكلم كويس»، أو عبدالمنعم أبوالفتوح لأنه «برده بيتكلم كويس وكمان عنده توجه اسلامى واضح واحنا فى الآخر بلد إسلامى».
لا فرق عند إيمان بين موسى وأبوالفتوح وتصويتها سيكون، كما قالت، فى إطار اتفاق أسرى ومع الأصدقاء لمن ينظر إليه على أنه الأصلح، «بس ممكن نختار عمرو موسى لأنه قال عايز مدة واحدة ودى تكون حاجة كويسة لأننا مش عايزين تانى رئيس يفضل قاعد على طول».
الرئيس القادم.. من هو؟ وماذا يريد المصريون منه؟ (1 – 2)