بعد أيام من زيارته الأولى للمحافظة، والتي شهدت محاولة اعتداء قام بها بعض "البلطجية"؛ بهدف إفساد مؤتمره الانتخابي، عاد عمرو موسى، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية إلى الشرقية مجددًا، للقاء قيادات القبائل العربية، التي تضم أكثر من 10 مليون صوت انتخابي، وينتظر أن تعلن عن مرشح موحد لتأييده في انتخابات الرئاسة خلال الفترة القصيرة القادمة. زيارة موسي الثانية للشرقية، بدأت صباح اليوم الثلاثاء، حيث عقد مؤتمرًا انتخابيًا ب"الصالحية الجديدة"، في ضيافة الربان عمر المختار صميدة، رئيس حزب الاتحاد المصري العربي، بحضور كبار العائلات وأعداد كبيرة من القبائل العربية "معاذا والسواركة والعقايلة والبياضية والتواية والعييدة والعامرين"، وممثلين عن القبائل العربية بالمحافظة، وأهالي قرى العلوية وشلبي والعزازي الجديدة وكفر الحاج عمر ومنشية نبهان وكياد وأمين باشا والزغانوه والحمادة الصغيرة والكبيرة ومنية المكرم، الذين استقبلوه بالسلام الجمهوري والنشيد الوطني، معلنين تأييده في الانتخابات الرئاسية.
وحدد موسي أولوياته، عندما يتولي رئاسة الجمهورية، بالمحافظة على حريات وحقوق الإنسان المصري، ودعم مؤسسات الدولة، وتطبيق القانون، واستقلال القضاء الذي يجب أن ينص عليه الدستور بشكل صريح وواضح، والقضاء علي الفساد، والتمييز بين المصريين وبعضهم.
وأكد أنه ينبغي مراعاة ثوابت عديدة في الحياة السياسية المصرية بعد الثورة، منها شعبية التيار الإسلامي وهوية الأمة العربية الإسلامية التي ستتم مناقشة كيفية صياغتها في الدستور الجديد.
وردًا على أسئلة بشأن القضايا المتعلقة بتوقع حدوث مشكلات، بسبب سيطرة الإسلاميين على الحكم في مصر، قال موسي: "إن هذا وضع واقعي، وينبغي التعامل معه أثناء صياغة الدستور الجديد وهى قضايا قابلة للنقاش، ومنها مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية كمصدر رئيس للتشريع".
وأكد المرشح الرئاسي المحتمل، على ضرورة أن تتضمن لجنة تأسيس الدستور كل فئات المجتمع من رجال و نساء وأقباط ونوبيين وليبراليين وإسلاميين وغيرهم، وقال إنه ليس أمام المصريين في هذه اللحظة التاريخية الفارقة إلا أن يتقبلوا الديمقراطية والحوار.
وتطرق موسى إلى مسألة التمييز، حيال تمثيل المرأة أو الأقباط في الحياة السياسية، مبديًا ثقته في إمكانية حل كل هذه القضايا، في ظل الاتفاق والتفاهم بين شيخ الأزهر والبابا حيال هذه المسائل، كما أنهما سيصادقان بالتأكيد على صيغة الدستور الجديد والمزمع عرضه قبل نهاية مايو القادم.
موسى شدد أيضًا علي ضرورة إحياء الزراعة والنهوض بها؛ لتحقق أرباحًا تكفي الفلاحين، وتُدر دخلا كريمًا للمجتمعات الزراعية بأنحاء البلاد، كما أكد ضرورة قيام صناعات غير تقليدية تقوم على الزراعة، وتضيف إلى عائدات الاقتصاد الوطني دخلا يتفق ومكانة مصر، كأقدم حضارة زراعية في التاريخ.
وقال موسى: "حاولنا إنكار أننا دولة زراعية وشعرنا بالعيب أن نعترف أننا بلد فلاحين، وقلنا نحن دولة صناعية نصنع من الإبرة للصاروخ، ولا صنعنا إبرة ولا صاروخًا وخربت الزراعة، والدورة الزراعية اختفت وتوزيع المياه غير كفء، والمحاصيل تجني في وقت تحدد فيه الدولة أسعار غير مناسبة، والجمعيات الزراعية فشلت في التسويق والإرشاد الزراعي والأسمدة".
وأضاف: "من هنا لابد أن نبحث كيف نبقي علي الفلاح ونحن نرسم مستقبل البلاد؛ لأن مصر لا تحتمل ونحن في أزمة غذاء، ومشروعي هو إعادة هيكلة وزارة الزراعة ومعاهد البحث الزراعي، والتعامل مع ملف استصلاح الأراضي الصحراوية بجدية، لإضافة رقع زراعية جديدة تكفي لسد العجز في السلع الغذائية المطلوبة، كما سيصل بنا إلى بناء مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة، وسيساهم ذلك في حل البطالة، وإيجاد فرص عمل جديدة للشباب".
وذكر موسى أنه سيبادر بمعالجة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتأخرة في مصر، من خلال إرساء مبادئ العدالة الاجتماعية، على أسس اقتصاد السوق.
وأضاف: "سيكون على رأس الأولويات، استعادة ثقة السياح الوافدين والمستثمرين في السياحة المصرية، من خلال تحقيق قواعد النظام والتطبيق الفوري لسيادة للقانون".
موسى أشار من بعيد إلى محاولة الاعتداء عليه، حيث اعتبر أن الظواهر السلبية المصاحبة للانتخابات الرئاسية، ترجع إلى أن مصر تمارس الديمقراطية لأول مرة، وذكر أنه يرفض ما يقال من أن قوى داخلية وخارجية، تريد أن تسير مصر على النموذج التركي، من حيث وجود سطوة للعسكر، مؤكدًا أنه يفضل أن يكون لمصر تجربة خاصة.
وشدد المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية على ضرورة إيجاد حل عاجل وعادل للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه لا سلام دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة، عاصمتها القدس الشريف.