دخل إضراب موظفى المحاكم والنيابات يومه الثانى، أمس، رغم ما أعلنه وزير العدل، المستشار عادل عبدالحميد، من استجابة وزارته لغالبية المطالب التى رفعوها، وفى مقدمتها رفع مكافأة الجهود غير العادية، إلى 200%، ونقل تبعية سكرتيرى الجلسات إلى وزارة العدل، ورفع الميزانية المخصصة للتأمين الصحى إلى 3 ملايين جنيه. واستمر تعليق العمل بالمحاكم والنيابات فى محافظة الإسماعيلية، باستثناء عدد محدود من سكرتارية محكمة الاستئناف الذين وجدوا بالجلسات خلال النظر فى القضايا الجنائية، فيما لم يشارك موظفو المحكمة الابتدائية فى الإضراب. واستمرت هتافات الموظفين للمطالبة بحقوقهم داخل مقر المجمع، حيث نظم الموظفون مظاهرة رددوا خلالها «عايزين حقوقنا»، و«هما ياخدوا الألوفات وإحنا ناخد الفتات».
وقال أحمد عبدالفضيل، نائب رئيس النقابة الفرعية للعاملين بنيابات ومحاكم الإسماعيلية: «مطلبنا الأساسى، هو فصل ميزانيتنا عن المجلس الأعلى للقضاء، إلى وزارة العدل، ضمانا للعدالة فى الحصول على المكافآت والحوافز وزيادة الرواتب، والجهود غير العادية، وتثبيت العمالة المؤقتة، وتوزيع المطالبة النسبية والخدمات وأتعاب المحاماة على الجميع بالتساوى، وعدم إحالة الموظف المتغيب عن العمل للتحقيق، طالما يملك رصيدا من الإجازات».
وتعطل العمل فى محاكم شمال سيناء، وامتد من نظر الجلسات، إلى باقى الخدمات التى تقدمها المحكمة، وخاصة استخراج الشهادات والمستندات، نظرا لامتناع العاملين عن مزاوله إعمالهم لحين الاستجابة لمطالبهم.
وقال علاء الكاشف، أحد الموظفين المضربين: «الاستجابة للإضراب تفوق 90% من قوة العاملين بالمحكمة والنيابات».
وأضاف المضربون فى محافظة القليوبية إلى المطالب المادية والإدارية، «مطالب معنوية، تتمثل فى حسن المعاملة من قبل وكلاء النيابة والقضاة»، بحسب موظفين مشاركين فى الإضراب.
وأغلق موظفو المحاكم والنيابات فى محافظة كفر الشيخ، بوابات محاكم قلين، وكفرالشيخ، وفوه، ومطوبس ودسوق، وبلطيم، والحامول، وسيدى سالم، وبيلا، بالجنازير والأقفال الحديدية، مانعين الدخول إليها، سواء من المواطنين أو المحامين، وحتى القضاة وأعضاء النيابة.
ووقع العاملون فى مجمع محاكم المنصورة فى دفاتر الحضور والانصراف، وامتنعوا عن العمل، ما أدى إلى نشوب مشادات مع بعض المحامين المترددين على المحكمة، والذين حاولوا منع الموظفين من إغلاق أبواب المحكمة بالجنازير.
شهدت محكمة بورسعيد الابتدائية سير العمل بشكل جزئى، حيث عقدت بعض الجلسات، بينما توقف العمل بصورة شبة تامة فى محكمة استئناف مدينة بورفؤاد. ومن جهة أخرى، أبدى صفوت عبدالحميد، نقيب المحامين فى بورسعيد، تضامنه مع «المطالب المشروعة للموظفين».
وواصل عمال وموظفو المحاكم والنيابات بمحافظة المنيا إضرابهم عن العمل، حيث ذهبوا لمحال عملهم ورفضوا التوقيع فى دفاتر الحضور والانصراف، مما تسبب فى حدوث شلل تام بالمحاكم والنيابات، قررت النيابات على إثره تأجيل عرض جميع المتهمين، لحين حضور سكرتيرى التحقيقات، كما أعلنت هيئات المحاكم تأجيل القضايا، التى كان من المقرر نظرها أمس.
وهتف المضربون عن العمل أمام مجمع محاكم السويس: «بتضربونا ليه.. إحنا عملنا إيه»، بسبب اعتداء الشرطة العسكرية عليهم خلال اليوم الأول للإضراب. وتسبب مواصلة الإضراب لليوم الثانى إصابة محكمة السويس بالشلل التام، خاصة بعد امتناع القضاة عن التوجه إلى قاعاتهم خشية الصدام مع الموظفين.
وأضاف المضربون عن العمل فى محافظة بنى سويف مطلبا جديدا، تمثل فى «إقالة المستشار محمد منيع، مساعد وزير العدل»، احتجاجا على تصريحاته لوسائل الإعلام.
سادت حالة من الاستياء والغضب الشديد بين العاملين بمجمع محاكم ونيابات أسيوط، بعد انتشار شائعة ورود فاكس ومنشور من مكتب وزير العدل، يتضمن إحالة كل من ثبت مشاركته فى الإضراب إلى التحقيق، حيث هدد الموظفون بإغلاق مجمع المحاكم.
من ناحية أخرى، انتظم العمل فى محاكم ونيابات أسيوط، أمس، بعد مرور المستشار أحمد عمران، رئيس محكمة أسيوط الابتدائية على عدد من الإدارات فى محاكم أسيوط وابوتيج وصدفا، لتفقد سير العمل، حيث التقى عدد من العمال والموظفين، ووعدهم بالموافقة على تعيين نسبة من أبناء العاملين، ودراسة مشاكلهم .
وأعلن عدد من المحامين فى محافظة سوهاج تضامنهم مع الموظفين المضربين فى «مطالبهم المشروعة». فيما استأنف موظفو محاكم الوادى الجديد، العمل، بشكل طبيعى، أمس.
وأغلق نحو 200 من الموظفين بالنيابات والمحاكم بشبين الكوم أبواب المحكمة بالجنازير لمنع دخول أعضاء الهيئات القضائية والنيابية، ما أدى إلى نشوب.مشاجرات بين المضربين والمحامين، تدخلت على إثرها قوات من الشرطة والجيش، والتى انتقلت إلى مجمع المحاكم، فى محاولة لاحتواء الموقف.
شارك فى التغطية: أميرة محمدين ومصطفى سنجر وحسن صالح ومحمد نصار ونعمان سمير ومحسن عشرى وماهر عبدالصبور وميشيل عبدالله وسيد نون وحمادة عاشور وحازم الخولى ويونس درويش وعلاء شبل ومحمد عبده وعمرو بحر ومحمد السرساوى.