رصد مندوبو «الشروق» فى جولات بأحياء الزمالك ومصر الجديدة وجاردن سيتى والمعادى ازدهار سوق سوداء لعقار «التاميفلو» المضاد لفيروس إنفلونزا الخنازير والطيور، وتراوحت أسعار العبوة فى هذه السوق ما بين 400 جنيه فى مصر الجديدة، و600 جنيه فى المعادى، إلى 800 جنيه فى الزمالك وجاردن سيتى، علما بأن الثمن الأصلى للعبوة كما حددته وزارة الصحة هو 120 جنيها. ومن طوائف أو مآسى ما يحدث فى السوق السوداء للتاميفلو الذى تحظر الحكومة تداوله خارج المستشفيات العامة أن بعض الصيدليات التى تبيعه سرا حددت أسعارا مختلفة لكل عبوة حسب تاريخ انتهاء وصلاحية الدواء، ففى إحدى التجارب لمندوب «الشروق» فى حى المعادى، عرضت عليه عبوة تنتهى صلاحيتها مع نهاية العام الحالى ب400 جنيه، أما العبوة ممتدة الصلاحية حتى نهاية 2010 فقد عرضت عليه بسعر 600 جنيه. وتقول مصادر فى سوق الدواء إن هناك ثلاثة أنواع متداولة فى السوق المصرية، أولها النوع الذى ينتج فى مصر لحساب وزارة الصحة بواسطة شركة النيل للأدوية، والذى تقوم بتوزيعه على المستشفيات العامة الشركة المصرية لتجارة الأدوية (بسعر 120 جنيها)، أما النوع الثانى فهو مستورد بطريق التهريب وتنتجه شركة روش، وأما النوع الثالث فهو مغشوش.. أو من إنتاج بير السلم، وهو يكون أساسا من مسحوق النشا ومثبتات كيماوية غير ضارة. وعن أفضل السبل لوقف تصاعد السوق السوداء لعقار التاميفلو، طالب خبراء سوق الدواء وزارة الصحة ببدء حملة إعلامية موسعة لطمأنة المواطنين على أن درجة انتشار الوباء فى مصر والعالم لا تستدعى هذا الهلع، وبفتح باب استيراد العقار من الخارج بطريقة شرعية، كما طالب الدكتور محمد المنصورى رئيس مجلس إدارة شركة يونايتد فارما لاستيراد الأدوية بتخصص حصص فورية من الإنتاج المحلى للصيدليات. بما أن وقتا طويلا قد يمر قبل أن يتوافر العقار المستورد بطريقة شرعية فى الصيدليات إذا اقتنعت الحكومة بفتح باب هذا الاستيراد الشرعى.