سادت حالة من الهدوء اليوم السبت في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس بعد اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة أمس، وإطلاقها قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المصلين. وقال ماهر قيسي رئيس حرس المسجد الأقصى لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط برام الله اليوم /السبت/ "لا توجد أي اقتحامات إسرائيلية أو اشتباكات، كما لم يدخل أي سائح أجنبي إلى المسجد اليوم"، وأرجع قيسي حالة الهدوء إلى كون اليوم هو السبت الذي يعتبر عطلة يهودية لا يعملون فيها إلا مضطرين.
وأكد أنه يجري حاليا حصر التلفيات والخسائر التي حدثت في المسجد الأقصى وباحاته جراء اقتحام القوات الإسرائيلية أمس، وقال "تم إعادة تركيب باب المصلى القبلي الذي انتزعه جنود الاحتلال الإسرائيلي أمس، وهو باب أثري يعود تاريخه إلى أكثر من 200 عام".
وعلى صعيد متصل، اعتصم اليوم /السبت/ عدد من أبناء الطوائف المسيحية في القدس، في كنيسة القيامة في البلدة القديمة تضامنا مع المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لحملة عنصرية غير مسبوقة.
وقال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الذي قاد الاعتصام، "إننا نقف اليوم في هذه الكنيسة المقدسة لكي نؤكد وحدتنا الوطنية الإسلامية المسيحية، ونجدد موقفنا الذي لا يتبدل ولا يتغير بإدانتنا واستنكارنا لكافة التعديات والانتهاكات التي تتعرض لها مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس".
وأضاف "اليوم كنيسة القيامة تؤكد تضامنها مع المسجد الأقصى المبارك، ونؤكد جميعنا مسيحيين فلسطينيين رفضنا لأي تطاول أو استفزاز لمشاعر أخوتنا المسلمين الدينية، ونؤكد تضامننا مع أخوتنا المسلمين وهم يتعرضون لهذه التعديات الخطيرة على مقدساتهم وأوقافهم وفي مقدمتها المسجد الأقصى".
وقال "إنها رسالة مسيحية فلسطينية من قلب القدس نؤكد من خلالها انتماءنا لوطننا ولقدسنا ومقدساتنا ورفضنا للإجراءات الاحتلالية التي تستهدفنا جميعا ولا تستثني أحدا على الإطلاق"، مؤكدا أن الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك هو اعتداء على كل المقدسات في القدس واعتداء على كل الشعب الفلسطيني والأمة العربية بمسلميها ومسيحييها.
يذكر أنه قد اندلعت مساء اليوم /السبت/ مواجهات بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال الإسرائيلي شمال مدينة القدسالمحتلة . ففي بلدة "الرام" اندلعت مواجهات عنيفة على مدخل البلدة قرب معسكر للجيش الإسرائيلي قريب من المنطقة ، بعد أن شارك نحو 1500 مواطن مقدسي في تشييع جثمان الشهيد طلعت رامية في مقبرة البلدة .
كما أغلقت قوات الاحتلال معبر قلنديا ، الفاصل بين رام اللهوالقدس، تحسبا لامتداد المواجهات إلى مخيم قلنديا ومنطقة المعبر كما حدث أمس، كما امتدت المواجهات إلى مخيم شعفاط.
كما اندلعت مواجهات على المدخل الشمال لبلدة عناتا شمال القدسالمحتلة ، حيث رشق الشباب الفلسطيني قوات الاحتلال الإسرائيلي وسيارات للمستوطنين التي تمر على مقربة من البلدة بالحجارة والزجاجات الفارغة مما أدى إلى تضرر المركبات الإسرائيلية نتيجة مهاجمتها من قبل الشباب الفلسطيني.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية قد اقتحمت المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة بعد صلاة الجمعة أمس وأطلقت القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وأصابت العشرات، كما امتدت المواجهات بين الشباب الفلسطيني والمقدسي والقوات الإسرائيلية إلى البلدة القديمة وعدة أنحاء في القدس والضفة الغربية.