فى إطار التصعيد المستمر فى ملف المنظمات الأمريكية العاملة فى مصر، وقبل مثول المتهمين أمام محكمة مصرية بداية الأسبوع المقبل، تجتهد الدوائر السياسية والفكرية فى العاصمة الأمريكية للبحث عن طرق للخروج مما يرونه أخطر أزمة تتعرض لها العلاقات بين الدولتين منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما. وعرض مدير بمشروع ديمقراطية الشرق الأوسط الباحث ستيفن ماكينيرى فى مقالة بمجلة «فورين آفيرز» لسيناريو ينهى الأزمة بين القاهرةوواشنطن ويحل مشكلة المنظمات الأمريكية. يتضمن السيناريو المقترح أن تصدر وزارة الخارجية المصرية تراخيص عمل للمنظمات الأمريكية التى يخضع أفرادها للتحقيقات، وهى المعهد القومى الديمقراطى والمعهد الجمهورى الدولى ومنظمة فريدوم هاوس. ويرى ماكينيرى أن موافقة الخارجية المصرية على عمل هذه المنظمات من شأنه أن يمنحها وضعا قانونيا سليما لممارسة أنشطتها فى مصر، ومن شأن ذلك أن يمهد لإسقاط التهم الموجهة للعاملين بهذه المنظمات، كما أن من شأن هذا الحل أن يسهل من مهمة القضاة المصريين لتبرئة العاملين بهذه المنظمات من تهم خرق القوانين المصرية، والأهم أن هذا الحل سيبقى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعيدا عن إدارة الأزمة، ولن يهز صورته فى المجتمع المصرى.
وتخشى واشنطن من تأثير احتمال عرض صور أو بث مقاطع فيديو يقف فيها مواطنون أمريكيين خلف القضبان فى محكمة مصرية، فى الوقت الذى تتلقى فيه السلطات المصرية مساعدات اقتصادية وعسكرية تبلغ 1.55مليار دولار سنويا، على الرأى العام الأمريكى.
.. وبدء محاكمة 43 متهمًا فى قضية التمويل الأجنبى غدًا
تبدأ غدا الأحد الدائرة الثامنة بمحكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار محمود شكرى نظر أولى جلسات محاكمة 43 متهما أجنبيا ومصريا فى قضية التمويل الأجنبى غير المشروع لمنظمات المجتمع المدنى.
ومن المقرر أن تنعقد الدائرة فى محكمة القاهرةالجديدة بالتجمع الخامس بعد قرار المستشار عادل عبدالحميد وزير العدل بنقلها من العباسية لدواعٍ أمنية.
وقال مصدر قضائى ل«الشروق» إن الأجانب الذين سيمتنعون عن حضور جلسات المحاكمة سيتم محاكمتهم غيابيا ولن يجوز لهم توكيل محامين، على أن يسقط الحكم عند القبض عليهم ثم تُعاد محاكمتهم.