أمريكا والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة وتركيا وروسيا والصين وكوبا والسعودية والإمارات وفلسطين، وقطر، وإسرائيل.. هذه بعض الدول والقوى التى رصد الزميل الصحفى عبدالمنعم حلاوة، مواقفها من الثورة المصرية فى أيامها الأولى، من خلال كتابه: «الثورة من الجانب الآخر.. 18 يوما وضعت مصر على قمة العالم». الكتاب الصادر قبل أيام عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، رصد للمواقف المعلنة للدول، إضافة إلى المحللين والسياسيين والمثقفين وكبار الصحفيين حول العالم فى ال18 يوما الذى صوب العالم أعينه نحو مصر. ويقدم قراءة تحليلية لكل هذه المواقف قبل تنحى الرئيس المخلوع، حسنى مبارك، وأيضا بعد التنحى. لم تكن الثورة المصرية، كما يراها الكتاب، مجرد خروج على نظام حكم عقيم، بل كانت تأصيلا لقيم إنسانية فريدة، أبرزها السلمية، بدرجة تجعلها أكثر الثورات رقيا وإلهاما فى تاريخ البشرية، وهذا ما أحرج نظام مبارك، ووضع حكومات العالم فى موقف مشابه، فى غالبيتها مرتبكة ومترددة.
ويرصد المؤلف المسئولين الأمريكيين الذى جاء بعنوان: العالم فى 18 يوما، كانوا ينتقون ألفاظا تحتمل أكثر من معنى، ويخرجون بإشارات إلى أطراف مختلفة سواء فى النظام الحاكم أو فى المعارضة، بأنها معهم، وهى تقريبا نفس السياسة التى انتهجها الاتحاد الأوروبى، فلم يصدر عن أى من دوله ال27 أى تصريح يطالب مبارك صراحة بالتنحى إلا صباح الجمعة 11 فبراير 2011، أى قبل ساعات من الإعلان عن تنحى مبارك.
موقف روسيا والصين جاء وفقا للكتاب، فاترا للغاية ومتحفظا، ربما لقلق موسكو وبكين من أن سقوط مبارك كان سيفتح الباب أمام سقوط المزيد من الأنظمة العربية التى ترتبط معها بعلاقات استراتيجية، على العكس من تركيا التى كانت من أولى الدول التى حسمت موقفها من الثورة المصرية مبكرا، وألهبت تصريحات رئيس وزرائها، رجب طيب أردوغان، مشاعر المصريين، حين شد أزر الثوار، ووجه عبارات قاسية لمبارك، حاول خلالها أن يذكره بأنه بشر وليس إلها، وأن سنه التى تجاوزت الثمانين تحتم عليه التفكير فى الآخرة ولقاء ربه وليس التفكير فى الدنيا، والتمسك بالمنصب والسلطة.