قتل 23 شخصا بينهم خمسة جنود خلال أعمال عنف في مدن سورية عدة أمس الثلاثاء، فيما أعلنت دمشق رفضها القاطع "لادعاءات" مفوضة حقوق الإنسان حول وقوع "جرائم ضد الانسانية" في سوريا. وفي نيويورك، أعلن دبلوماسيون أن الجمعية العامة للامم المتحدة ستصوت غدا الخميس بعد الظهر (20.00 ت غ) على مشروع قرار يدين القمع في سوريا بعد أيام من فشل تمرير مشروع مماثل في مجلس الأمن الدولي.
وأعدت قطر والسعودية مشروع قرار تم توزيعه الثلاثاء على الدول الاعضاء للتصويت عليه. ويرى الدبلوماسيون ان تبني القرار مضمون وان اهميته ستكون رمزية. واتهمت دمشق مفوضة حقوق الانسان نافي بيلاي بانها تحولت "الى اداة بيد بعض الدول التي تستهدف سوريا وتتجاهل الجرائم الارهابية التي تقترفها المجموعات المسلحة".
ياتي ذلك فيما قتل خمسة جنود ومنشق و17 مدنيا منهم ستة قضوا خلال اعنف قصف تعرضت له خلال الايام الاخيرة مدينة حمص، معقل الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري، فيما يستمر التباين في المواقف الدولية ازاء الازمة السورية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ستة مواطنين قتلوا في حمص الثلاثاء "اثر استمرار القصف العنيف على حي بابا عمرو منذ صباح اليوم".
واكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله صباح الثلاثاء في اتصال مع فرانس برس من حمص ان القوات السورية "تقوم منذ الفجر بقصف هو الاعنف من نوعه منذ الايام الماضية لحي بابا عمرو". ونقل مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس عن ناشطين في المدينة ان القصف يتم "بمعدل قذيفتين في الدقيقة".
وتتعرض حمص (وسط) ثالث اكبر مدن سوريا والتي يطلق عليها اسم "عاصمة الثورة" لقصف متواصل منذ الرابع من فبراير لاخضاع مناطق الاحتجاج فيها. ويشتد القصف فيما يتأزم الوضع الانساني في هذه المدينة. وبثت مواقع لناشطين اشرطة مصورة لمنازل وسيارات وهي تحترق في حي بابا عمرو نتيجة القصف العشوائي الذي تقوم به القوات السورية سمع من خلالها اصوات اطلاق القذائف والانفجارت كما شوهدت اعمدة الدخان الاسود وهي تتصاعد من الابنية المحترقة.
وفي ريف حمص، ذكر المرصد في بيان منفصل انه "عثر على جثامين ثلاثة مزارعين من القصير كان حاجز امني قد اعتقلهم" صباحا. وفي ريف حماة (وسط)، افاد المرصد عن مقتل خمسة جنود وجرح تسعة اخرين في اشتباكات دارت مع مجموعة منشقة في بلدة قلعة المضيف".
وفي ريف حلب، اسفرت الاشتباكات بين الجيش ومجموعة منشقة في بلدة الاتارب عن مقتل ثلاثة مدنيين، بحسب المرصد. وفي شرق البلاد، اكد المرصد مقتل مواطنين اثر اطلاق رصاص في مدينة البوكمال". وفي محافظة درعا (جنوب)، مهد الحركة الاحتجاجية، قتل مدني في بلدة نمر "خلال اطلاق رصاص" بحسب المرصد الذي لم يحدد مصدر اطلاق النار.
واضاف المرصد ان سيدة حامل في بلدة انخل ومواطن في قرية ام ولد توفيا متاثرين بجروح اصيبا بها قبل ايام. وافاد المرصد ان قوات عسكرية امنية مشتركة اقتحمت بلدة الطيبة وسط اطلاق رصاص كثيف ودوي انفجار في الحي الشمالي كما بدات حملة مداهمات واعتقالات في الحي الجنوبي.
واظهر تسجيل مصور بث على الانترنت ضابطا في الجيش السوري الحر يستجوب ضابطا ومجندا من الجيش النظامي جرى القبض عليهما في بلدة اللجاة (ريف درعا). وتحدث الموقوفان في الشريط عن تعليمات صدرت لهما باطلاق النار على المتظاهرين.
وفي ريف دمشق، اسفرت الاشتباكات بين الجيش ومنشقين عن مقتل سيدة واصابة العشرات في بلدة عرطوز، وقتل مواطن يتحدر من اللاذقية بالقرب من بلدة قارة، وقتل منشق قرب بلدة عربين، بحسب المرصد. واشار المرصد الى اطلاق رصاص من قبل قوات الامن لتفريق تظاهرة طلابية خرجت في بلدة معضمية الشام.
وفي العاصمة، سلم جثمان شاب الى ذويه في حي الميدان بعد ان قضى داخل اقبية الافرع الامنية. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قال المرصد "سلم جثمان مواطن من قرية الرامي الى ذويه بعد ان قضى تحت التعذيب". وهزت مدينة ادلب اصوات انفجارات في الحي الشمالي، فيما تنتشر اليات عسكرية في محيط الحي، كما تتعرض بلدة احسم منذ 6 ايام لحملة اعتقالات ومداهمات وعمليات "نهب لبعض المتاجر زاحراق مزرعة دواجن" من قبل القوات النظامية، حسب المرصد.
وامام البرلمان الاوروبي، دعا الناشط السوري المعارض داني عبد الدايم الغربيين الى "الكف عن الكلام والانتقال الى العمل" من اجل حمص حيث قال ان قوات النظام "تقتل الجميع" في الاحياء التي تشهد احتجاجات. وقال عبد الدايم ان "الجنود يخطفون النساء والاطفال ويغتصبون النساء ويقتلونهن. هذه جرائم ضد الانسانية لا يوجد سوى خمسة اطباء لعلاج الجرحى". ويسمى عبد الدايم "صوت حمص".
وامام تفاقم الازمة، اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه مساء الثلاثاء ان فرنسا ستقوم بانشاء صندوق طوارىء انساني لسوريا بقيمة مليون يورو، بعد لقائه عددا من المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الفرنسية الناشطة في سوريا في مجال المساعدات الانسانية وحقوق الانسان.