استعرض الدكتور توماس بويان ممثل لجنة الشرق الأوسط بمجلس اتحاد الجامعات الألمانية، تجربة استقلالية الجامعات الحكومية فى ألمانيا، ووصفها بأنها "جامعات ذات استقلالية ، وأن كل جامعة على حدة تخضع لقوانين المقاطعة التابعة لها". جاء ذلك خلال فعاليات ورشة العمل التى عقدت اليوم الأربعاء بمقر هيئة التبادل العلمى فى مدينة بون الألمانية عن استقلال الجامعات ودورها كهيئة مستقلة، وذلك بمناسبة مرور 10 سنوات على افتتاح الجامعة الألمانية فى مصر، بحضور الدكتورة دوريتا رونلد سكرتير عام هيئة التبادل العلمى الألمانية والدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية.
وحدد بويان آلية استقلالية الجامعات بألمانيا من خلال سلطة تحديد أعداد طلابها، وتعيين أساتذتها، وتحديد الرواتب، وتقنين قواعد الترقية للأساتذة، فضلا عن صلاحيتها الكاملة فى قرار إنشاء برامج جديدة، أو إلغاء برامج، بالإضافة لإدارة الممتلكات الخاصة بها.
وتطرق المسئول التعليمي الألمانى إلى صلاحيات اختيار منصب رئيس الجامعة حيث يختلف نمط الاختيار من مقاطعة ألمانية لأخرى ، مستعرضا نماذج فى بعض الجامعات يتم اختيار رئيس الجامعة عن طريق مجلس الجامعة الأكاديمى، ويكون مسئولا عن إصدار اللوائح الداخلية، فيما يتم اختيار المجلس الأكاديمى من أعضائها فضلا عن ممثلين من الطلبة، وعمداء الكليات.
وبدوره ، اعتبر الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بمصر أن استقلالية الجامعات تعد بداية الحديث عن الديموقراطية، داعيا إلى تنظيم مؤتمر عن استقلالية الجامعات لمناقشة كيفية تحقيق الاستقلالية فى الجامعات المصرية ومناقشة التجارب الأجنبية ، والوقوف على أفضلها، خاصة أن مصر على أعتاب إعداد دستور جديد.
وأعربت الدكتورة دوريتا رونلد سكرتير عام هيئة التبادل العلمى الألمانية عن خالص أسفها لمصر فى أحداث بورسعيد الأخيرة، والتى أدت إلى سقوط عشرات الضحايا.
وأكدت مسئولة هيئة التبادل العلمى الألمانية أن مصر بما تمتلكه من عقول ذكية، تستطيع تحقيق نهضة فى مجال التعليم تنهض من خلالها بالمجتمع ككل ، لافتة إلى أن المشكلة فى مصر تكمن فى عدم وضع العملية التعليمية على قائمة أولويات الدولة.
ورأت المسئولة الألمانية ، خلال فعاليات ورشة العمل أن مشكلة مصادر التمويل يمكن حلها، إذا تضافرت جهود العقول المصرية ، مع الدولة لوضع التعليم على أولويات الحكومة ،مشيرة إلى أهمية وضع نظام لاختيار القيادات وتطوير كفاءاتها باعتبارها التحدى الأكبر.
وأكدت الدكتورة رونلد أن الهيئة تضع على رأس أولوياتها ، دعم فكرة تدويل الجامعات بين ألمانيا وجميع دول العالم، وتسهيل الانتقال الطلابى، مشيرة إلى أنه من أهم المشروعات التى قام الهيئة بتمويلها، هو مشروع الجامعة الألمانية فى مصر ، ولفت إلى أن أقدم مكتب للهيئة فى العالم منذ إنشائها فى مصر، وذلك لما تراه المانيا من أهمية لمصر الثقافية، خاصة أن هذه العلاقات تمتد لأكثر من نصف قرن فى الشرق الأوسط.
وأضافت أن الهيئة تسعى لاستقطاب الطلاب المتميزين من مختلف دول العالم لاستكمال دراستهم فى ألمانيا، لأن ذلك يؤدى إلى اكتساب علاقات خارجية، وتقريب وجهات النظر بين الثقافات المختلفة فى أنحاء العالم، مشيرة إلى أن الهيئة تقدم الدعم للجامعة الألمانية منذ وضع حجر الأساس، ضمن مشروع "الجامعات المدعمة من قبل ألمانيا".