مثلما كان المؤتمر الأول لجبهة الدفاع عن حرية الإبداع حاشدا أتت أيضا مسيرة المبدعين لمجلس الشعب والتى خرجت من دار الأوبرا المصرية والتى شهدت العديد من الفنانين والمخرجين والكتاب من جميع الأعمار، وظهرت وجوه فنية غابت عن الأنظار لفترات طويلة كفاروق الفيشاوى وحسين فهمى، وتصدر المشهد داوود عبدالسيد ومحمد خان، وظهر د سيد خطاب رئيس الرقابة، وهو يرفع لافتة يدافع فيها عن حق المبدعين فى ممارسة إبداعهم كاملا دون وصاية من أحد، مع هؤلاء اقتنصنا لحظات أثناء المسيرة عبروا فيها عن آمالهم وطلباتهم من البرلمان الجديد. العائد من غياب طويل عن الأنظار الفنان فاروق الفيشاوى والذى حضر قبل انطلاق المسيرة بساعة تقريبا أكد أن طلبه الأول والأهم أنه لا يجب لأحد أن يمس الفن والثقافة المصرية بأى شكل، وأن الدستور القادم يجب أن ينص على مواد واضحة وصريحة تقر بالحرية الكاملة لجميع أشكال الفنون التى تشكل قاعدة مهمة من قواعد نهضة الأمم.
وعبر الفيشاوى عن ثقته الكاملة بإشراك الفنانين فى صياغة دستور مصر القادم وأن الفن المصرى الذى ساهم من قبل فى بناء مصر الحديثة سيواصل مسيرته فى شكل الدولة القادم.
وشاركه الرغبة الفنان حسين فهمى والذى طالب أيضا إشراك الفنانين والمفكرين فى صياغة الدستور الجديد، كما شدد على ضرورة استكمال ثورة 25 يناير نافيا أن تكون 12 شهرا كافيا لتحقيق مطالب أى ثورة فى التاريخ..
وكون مطالب الثورة لم تنفذ طبقا لرأى فهمى إلا أنه لفت الانتباه إلى العديد من المطالب التى تحققت، وقال: هناك الآن رئيس يحاكم وبرلمان نتوجه إليه لعرض مطالبنا، وأيام وسنكتب دستورنا الجديد، وهذه خطوات ليست بالقليلة.
وأكد فهمى أن الناس فى مصر «مستعجلة»، فالثورة فعل ديناميكى على حد تعبيره وتحتاج إلى عمل كثير.
ومن أهم الظواهر التى رصدها فهمى يقول: يكفى أننا ولأول مرة فى افتتاح مجلس الشعب لا تجد من يصرخ للرئيس، ويقول «العلاوة يا ريس» فأين هو الريس الآن واحمد الله إن تلك الظاهرة اختفت من القاموس المصرى، وعليه فأقول إنه صار لزاما على المصريين الآن العمل على استكمال الثورة لأنها ستمتد سنوات، وعليهم العمل أيضا من أجل البناء حتى لا نعود ونصرخ طلبا للعلاوة.
وكان لافتا إلى أن نرى وسط الفنانين والمبدعين رئيس الرقابة على المصنفات الفنية د.سيد خطاب يرفع لافتة للدفاع عن حرية التعبير، وقال: نزلت اليوم لأقول الحرية خط أحمر.. وعندما سألته: هل يشعر بخوف على حرية الإبداع فأكد، قائلا: بالطبع لدى تخوفات، ولهذا انزل اليوم بحماس، وأرى أنه لابد من مساواة المبدع مع المواطن فى جميع الحقوق وتصوير أعماله دون أى قيود، وأشعر أننا لو حافظنا على ذلك ستكون نقلة كبيرة.
كما يطالب رئيس الرقابة بألا يجرم أى مبدع على عمل فنى، وبتحويل الرقابة لمؤسسة مستقلة ترعى حقوق الملكية الفكرية ولا تتشكل أو تتلون بتلون الطيف السياسى الحاكم، وختم حديثه قائلا: نزولنا اليوم لإثبات الوجود، ولنقل إن مصر لن تتحمل أبدا قتل مبدعيها.
المخرج داوود عبدالسيد والذى كان يطمئن على وجود حاشد ومؤثر للفنانين فى المسيرة، والتى يرى أنها ضرورية لإثبات موقف أهل الإبداع.. وعن مطالبة يقول داوود: كررنا مطالبنا، وهى عدم الوصاية على الإبداع وعدم التعرض للفنون بأى تحكمات من أى طيف سياسى، أما عن المطالبة بالاشتراك فى كتابة الدستور فهى مشروعة ولكنى على المستوى الشخصى لا يهمنى أن أشترك شخصيا فى صياغة الدستور بقدر ما يهمنى أن تشرك قامة فكرية وقانونية مستنيرة كالدكتور حسام عيسى.
ورفض وزير الثقافة الدكتور شاكر عبدالحميد الإدلاء بأى تصريحات أثناء المسيرة، مشددا على كونه نزل يشارك المبدعون مسيرهم كمواطن ومفكر فى المقام الأول ولكنه نفى أيضا أى أحاديث عن تأجيل مهرجان القاهرة وأكد إقامته فى موعده.