وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، "فوز الدكتور محمد سعد الكتاتني أمين عام حزب العدالة والحرية المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، برئاسة أول مجلس شعب مصري بعد ثورة ال25 من يناير بأنه علامة فارقة أخري في مسيرة التحول التي تشهدها الإخوان من جماعة محظورة إلى هيكل سياسي". وأوضحت الصحيفة في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء: "أن الحزب اكتسب بذلك قوة سياسية وآمالا بشأن نيل شرعية أتت بها عملية الديمقراطية علي غرار ما حدث أمس الاثنين، خلال الاقتراع على منصب رئيس البرلمان، حيث حصد الكتاتني خلال أولى جلسات البرلمان الإجرائية 399 صوتا مقابل 87 صوتا لأقرب منافسيه عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط".
وأشارت الصحيفة: "بعد أكثر من 80 عاما من الصراعات التي خاضتها الجماعة تحت حكم الاستبداد والسلطوية، تمكنت من أن تحصد ما يقرب من نصف مقاعد البرلمان خلال أول انتخابات تشريعية نزيهة تشهدها البلاد منذ سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك، إبان ثورة ال25 من يناير".
ووصفت صحيفة النيويورك تايمز مصر بأنها (قلب العالم العربي ومركز ثورات الربيع العربي التي اندلعت العام الماضي)، حيث أشارت إلى: "إن الانتصارات التي حققتها جماعة الإخوان المسلمين في مصر ما بعد الثورة، تعد هي أكثر الفترات التي يقترب فيها الإسلاميون من سدة الحكم منذ نشأة الجماعة قبل نحو 80 عاما"،
وقالت الصحيفة الأمريكية في تعليقها: "على الرغم من الفوز الذي حققه حزب النهضة ذي الجذور الإسلامية في تونس غير انه سعي إلى التخلص من شعاره لتأكيد التزامه بمبادئ الديمقراطية والتعددية، فيما لا تزال جماعة الإخوان المسلمين رائدة الحركة الإسلامية في العالم العربي".
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز ما جاء على لسان الدكتور سعد الكتاتني خلال جلسة البرلمان أمس الاثنين، حول ما قاله عن اختلاف الأصوات والآراء علي اختياره كرئيس للبرلمان إنما يعكس ديمقراطية في الفعل قائلا: "إن تلك هي الديمقراطية التي غابت عن أروقة هذا المكان طيلة أعوام مضت"، غير أن المواطنين باتوا مدركين تماما لمعناها الآن، فإننا نريد أن يعرف الشعب المصري والعالم بأسره أن ثورتنا ستستمر وإننا لن ترتاح أو تغمض لنا عين حتى تحقق الثورة جميع مطالبها".
ولفتت الصحيفة إلى: "أن التحديات الصعبة التي واجهها الدكتور الكتاتني قبل فوزه بمنصب رئيس البرلمان، بمثابة تذكير على الصعوبات التي تواجهها الجماعة التي ينتمي إليها في مساعيها لتحقيق وحدة الصف بين جميع أطياف الشعب المصري والتيارات المختلفة تحت قبة البرلمان والحركات الإسلامية الأخرى".
وفى ختام تعليقها، أشارت الصحيفة إلى ما قاله أحد نواب البرلمان يدعي عبد المنعم الطنطاوي قبل افتتاح أولى جلسات البرلمان، والتي قال فيها: "اليوم هو أهم الأيام التي عايشناها.. ففي السابق إذا ما اقترب أحد منا من تلك المبني كان يساق إلى المعتقل مباشرة".