تباينت تحليلات الخبراء والمراقبين للنتائج التى حققتها الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية فى أول انتخابات بعد الثورة، مقابل تراجع الأحزاب المدنية، فبينما اعتبرها بعضهم نتيجة ل«الاحتقان الطائفى»، أرجعها آخرون ل«العلاقة الحميمة بين المجلس العسكرى وهذه التيارات». وأرجع مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ضياء رشوان، صعود الأحزاب الإسلامية إلى ما سماه ب«التصويت العقابى»، حيث صوتت فئات كبيرة من المصريين لصالح الإسلاميين، بسبب الهجوم الحاد الذى قامت به وسائل الإعلام عليهم أثناء إجراء الانتخابات البرلمانية، وهو ما جعل الشعب يتعاطف معهم ويدلى بأصواته لصالحهم، فضلا عن فشل الأحزاب الجديدة والمدنية فى التنظيم والاستعداد للانتخابات، مشيرا إلى التحرك الطائفى الذى نتج عن بيانات أطلقتها رموز مسيحية أدت لاحتقان المناخ، وجنت التيارات الدينية ثمار هذا الاحتقان.
بينما أرجع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة، النسبة التى حصلت عليها التيارات الدينية فى الانتخابات إلى سوء تنظيم المرحلة الانتقالية و«العلاقة الحميمية» التى نشأت بين المجلس العسكرى والتيار الإسلامى.
وأوضح نافعة أن النتائج التى حصل عليها حزب النور السلفى كانت من أبرز مفاجآت المرحلة، مطالبا الجميع بالتسليم بنتائج الانتخابات لأن الشعب يمر بمرحلة استثنائية من تاريخه، «النتائج لم ترسم الخريطة النهائية لمصر فى مرحلة الثورة».
الباحث فى الشئون الحركات الإسلامية، عمار على حسن، رأى أن صعود التيار السلفى لم يكن من فراغ، وقال: «السلفيون صنعوا رصيدا فى الشارع فى السنوات العشر الأخيرة، أثناء انشغال النظام السابق بمواجهة جماعة الإخوان المسلمين».
وأضاف عمار أن السلفيين نجحوا فى تكوين جمهور عريض من خلال القنوات الفضائية التى تعبر عن أفكارهم، وهو جعلهم يتمكنون من تعبئة هذه القاعدة الشعبية. وفيما يتعلق بمستقبل البرلمان قال حسن: «لم يتمكن تحالف أو حزب من الفوز بالأغلبية المطلقة، ومن ثم كل الأطراف ستحتاج إلى بعضها البعض، فالإخوان سيسعون للتعاون مع الأحزاب المدنية ومع التيار السلفى أيضا»، لكنه استبعد نجاح الإخوان فى ضم النور إلى تحالف، مبررا: «الخلافات بينهما كبيرة».
يذكر أن التحالف الديمقراطى حصل على الترتيب الأول لحصوله على 191 مقعدا بنسبة تبلغ 44.7%، وتلاه حزب النور السلفى حيث حصد 106 مقاعد وتراجع تحالف الكتلة المصرية بشدة فى انتخابات المرحلة الأخيرة وسقطت أحزاب الفلول لتحصل جمعيها على 11 مقعدا فقط.