«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراء هيكل يحاورونه بصراحة
نشر في الشروق الجديد يوم 12 - 06 - 2009

تباينت تعليقات القراء على الحوار الذى أجرته «الشروق» مع الأستاذ محمد حسنين هيكل، رأى بعضها أن حديث هيكل «واقعى وموضوعى»، ورأى بعض آخر أن هناك تناقضا فى كلامه، وانتقد بعض التعليقات قول هيكل، بأنه لا معنى ولا مغزى لاختيار القاهرة لهذا الخطاب، وامتدح آخرون قوله بأن «التغيير فى سياسة الولايات المتحدة الأمريكية مكانه الكونجرس وليس جامعة القاهرة».
وهنا نعرض بعض من هذه التعليقات:
ليس اختيارا عشوائيا
أتعجب كثيرا من هيكل الذى لا يرى إلا السوء فى كل ما يفعله الرئيس مبارك ونظامه. وأقول إن الزيارة جاءت تقديرا لدور مصر على المستوى العربى والإسلامى والدولى ولقد كان اختيارا منطقيا للقاهرة التى نجح الرئيس مبارك فى جعلها العاصمة التى يتوجه لها أى شخص يريد أن يتحدث إلى العرب والمسلمين وأعتقد أن اختيار الأمريكان لمصر ليس عشوائيا ولم تكن الاحتياطى فى حالة رفض السعودية أو تركيا كما تدعى فهو ذهب إلى هذه العواصم التى نكن لها كل احترام ولكن قال خطابه من القاهرة عاصمة مصر التى رئيسها مبارك الذى يكن له الجميع كل احترام والتقدير.
عاشور محمود
مناورة سياسية
يعتبر هذا التعليق وجهة نظر محدودة جدا، خاصة أنها تندرج تحت رأى أحد رموز الفكر المعاصر «هيكل صاحب القدر الرفيع» تعتبر لغة أوباما من على المسرح الكبير بجامعة القاهرة تعديلا لمسار الخطاب الأمريكى مع شعوب منطقة الشرق الأوسط، وهذا فى حد ذاته يعتبر مناورة سياسية الغرض منها فى رأيى الآتى:
1 قهر الجماعات الدينية المتشددة التى ظلت لفترة طويلة تنتصر على السياسة الأمريكية على صعيد الرأى العام العربى.
2 إحياء دور مصر السياسى الذى قتلته الإدارة الأمريكية السابقة «أيديولوجية الديمقراطيين المعاصرين.
3 هزيمة إيران فى أول معركة سياسية، وتحقيق مبدأ المفاوضة من مركز القوة بعد الهزيمة العسكرية فى العراق وأفغانستان بأيد إيرانية خفية.
4 تحقيق تقدم على مستوى أزمة الاقتصاد. 5 معالجة الخلل فى البناء الاجتماعى الأمريكى الداخلى والخارجى.
محمد عفيفى
المتلقى الضعيف والفاعل القوي
إننى أرى أن وجهة نظر الأستاذ هيكل واقعية وكلامه منطقى، فنحن العرب شعوب إلى حد ما عاطفية، وقد روعى ذلك فى خطاب أوباما بشكل جيد وهل أصبح أوباما هو صلاح الدين فى رأى الكثيرين فى لمح البصر ودون إدراك للسياسات الأمريكية ومؤسساتها.. ولن تستقيم الأمور ولن نحقق ما نريد، والأمن بداخلنا وبإرادتنا لا بإرادة غيرنا، وإن كان أوباما أو غيره حقا يريد لنا الخير فلن يفعله ولن يستطيع إذا كنا فى موقف المتلقى والضعيف وليس الفاعل والقوى.
محمد رفعت
وضع النقط على الحروف
تحليل أكثر من رائع، ونبهنا إلى أشياء دقيقة كانت غائبة عن أذهاننا، لأن الخطاب فعلا حرك مشاعرنا فأثر على تلقى عقولنا وتحليلنا الموضوعى له، وهنا يأتى دور العباقرة من المحللين أمثال هيكل ليضعوا النقط على الحروف، ويلفتوا نظرنا إلى ما يتم وراء الكواليس فى مثل هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ علاقات الشعوب.
على رضوان
إنهم صناع ألعاب جدد!
حول ما ذكره هيكل «بأننا أمام مسرح تاريخى جرى الحصول عليه وإعداده لتوجيه الخطاب»، أضيف أن أوباما أهم صانع ألعاب فى العالم الآن، وإن كان بالأمس الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والأسطورة مانديلا فاليوم أوباما، وأتساءل لماذا لا نستغل هذه القدرة على التضامن فى المسئوليات ونتحول إلى دول منتجة وليس منتجة للكلام؟!
وهذا من أسباب نجاح برامج «التوك شو» فهى ناجحة مهما بلغ عددها وحتى لو وصلت إلى مليون برنامج لأننا كعرب لا ننتج إلا كلاما، ولابد أن نستغل هذه الفرصة الذهبية فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التى ضربت العالم بأسره وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية أكبر قوة اقتصادية فى العالم، يجب أن نبدأ فى البحث عن صناع ألعاب جدد فى مجالات مختلفة مثل الدكتور زويل والدكتور فاروق الباز والدكتور حسام كامل فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى.
وائل دويدار
المأزق الحقيقي
المشكلة لا تكمن فى القول وإنما فى الأثر الناجم عنه.. أليس كذلك؟!.. هذا هو مأزقنا الحقيقى.. لقد أدمنا التكرار الممل فى كل شىء، وانتهينا بحفلة مجلس الشعب التى كرر فيها الرئيس مبارك جملته الشهيرة بالبقاء فى السلطة مادام فيه نفس يتردد، وقلب ينبض وكان التكرار الذى حظى بالتصفيق المتواصل والحاد بناء على طلب ممثلى الشعب.
مأساتنا الحقيقية التكرار فى السياسة كما فى الفن كما فى الثقافة وحتى كما فى «الكورة»!، ويبدو أننا فى حاجة ماسة إلى دراسات متعمقة اجتماعية ونفسية للتحليل والدراسة، وهذا هو الأسهل.. مطلوب ناس آخرون وشعب آخر يبدأ من جديد وعلى الأبيض!!.
عزيز المصرى
تغير الزمن
الأستاذ هيكل من أكبر المحللين السياسيين فى العالم العربى وفى العالم كله، ولكن أظن أن الزمن قد تجاوز هيكل فهو مازال يعيش فى فترة الخمسينيات والستينيات عندما كان أكبر ديكتاتور يعيش ويسيطر على حياة ومستقبل الملايين من أبناء الشعب المصرى لقد كنت يوما من أشد الناس تعصبا لهذا الديكتاتور، ومن أشد مناصريه كما كنت أيضا من أشد الناس إعجابا بالأستاذ هيكل، ولكن لقد تغير الزمن إن عبدالناصر ليس إلا ديكتاتورا يجب محاكمته على الانقلاب الذى ضيع مستقبل مصر لعدة مئات من السنين كما أن هيكل مازال يعيش فى تلك الفترة الناصرية أو مازال فى الحبس الذى اختاره هو بنفسه.
حسين مبارك
لغة الخطاب
إن لغة الخطاب يا أستاذ هيكل لغة حانية ودودة وأعتقد أن نيات أوباما حسنة بحسب فهمه للأمور. ولكن بعض النيات تؤدى صاحبها للمهالك. لقد تحدث السيد أوباما عن العنف وطالب الفلسطينيين بالتخلى عنه كما فعل السود فى أمريكا. السود كانوا يعيشون فى بلد له سيادة ويطالبون بحقوقهم المشروعة بالطرق المشروعة فى هذا البلد.
فهل الفلسطينيون لهم دولة ليدافعوا بالطرق السلمية؟. لقد أخبرنا بمعاناة اليهود والهولوكست وأعلمنا بأنه على علم بمعاناة الفلسطينيين بإسقاط مخل ليس لنا شأن بمعاناة اليهود خلال 1700 عام فى أوروبا ولا وجه للشبه فمن عانى هو الذى ينشر المعاناة.
كيف يأتى سيادته لنا ويمد يده وقواته تقتل الآن فى سوات مع الحكومة المتحالفة معه إخواننا هناك وماذا قال عن أفغانستان. وسأذكرك لن ينسحب من العراق لأنه يعلم لو انسحب لسقطت العراق فى يد المقاومة التى جلها إسلامى لقد كان سقف طلباتنا يضمحل خلال 60 عاما من الصراع. الآن انقلب السحر على الساحر. يجب أن يكون لنا الآن مطلب واحد لا بديل عنه «الدولة الواحدة» نحن الأطول نفسا.
نحن لا نطالب بتعويضات.. نحن لا نأخذ دية إما أن نعفو أو نأخذ بالثأر. أنا أعفو عمن رد لى حقى وحقى هو الدولة الواحدة وعودة اللاجئين لهذه الدولة. إنها لحظة تاريخية تذكرونها إن الكيان الصهيونى إما أن يرفع الراية البيضاء الآن ويقبل ما نمليه عليه رغم خنوع حكامنا وإلا لا عودة عن الصدام الأكبر الذى سيكون هو بشعبه الخاسر الأكبر فيه. الغرب يحاول إنقاذ جيش أتوا له بشعب من 60 عاما.
محمد مصطفى
النظر والترقب لمعالم الرحلة
يمثل تحليل الأستاذ هيكل حول زيارة الرئيس أوباما للقاهرة تقييما موضوعيا رفيع المستوى لاشتماله على رؤى لا تحتمل إلا الدقة، فيما انطوت عليه معايير التحليل من قيم صحفية ومهنية أكثر من رائعة لأنها قد مست الواقع بأكثر مما توقع الكثيرون لأنها قد ارتقت بالنتائج بأروع ما تكون شفافية التعميم الذى مس اليقين بأكثر مما أسهمت فيه معالم خطاب أوباما من دلالات ظلت نموذجا على ماهية المعايير الإنسانية بأكثر من كونها سياسية وبما انطوت عليه معايير الخطاب من مشاعر فياضة ظلت تراوح مكانها طوال فترة ما قبل أوباما وهى لم تزل على نحو جعل من أطروحات الخطاب دليلا على عمق المعنى الإنسانى بأكثر مما احتملته مفردات الخطاب من إيماءات على اتساع نطاقها فضلا عما تحتمله الكلمات والإشارات وعمق المعانى فى إطار التأملات وإيحاءات الرجل وعلامات الترقب التى اعتلت جبينه لدواعى ترتيب العوامل والفواصل والدلالات التى انطوى عليها خطابه. والأستاذ هيكل وقد استشعر الحقائق بأكثر مما حملته كلمات أوباما يكون قد ارتقى بالواقع المصرى والعربى عقلا وإدراكا بأكثر مما انطوت عليه وجدانية الإشارات لبعض آيات القرآن على نحو أسهمت فيه بالمشاعر والعواطف وبأكثر مما ارتبطت فيه معالم الرؤى لمسرح الأحداث على أرض الواقع الجغرافى الذى تقاسمته معايير الخطاب على المستوى الإنسانى والنوعى. ويقينى فإن التقييم السياسى والاستراتيجى لخطاب أوباما كما أورده الأستاذ هيكل يعد دليلا على إمكانية النظر والترقب عن قرب لمعالم رحلة أوباما من إشارات وفاعليات وإيحاءات حملت كلها إيقاعات وترانيم بأكثر مما احتملت الحقائق والمفردات، وإذا كان الاستقبال حافلا لأوباما بالمعنى التاريخى فإنه سوف يظل شاملا فى إطار الدلالة على عمق ما انطوت عليه الكلمات من إشكاليات لابد من التحسب لها والعمل على التجاوز الضمنى لكل إيماءات الخطاب فضلا عن مناطق النعومة والنرجسية التى أفاض بها أوباما تحت قبة جامعة القاهرة.. أليس كذلك؟
محمود سيد عبدالرازق
وعود براقة وواقع مؤلم
مكان صنع السياسة الأمريكية الكونجرس وليس جامعة القاهرة حقا وإن أراد أوباما أن يغير العالم الإسلامى نظرته لأمريكا عليه أن يغير سياسة أمريكا على أرض الواقع بدون خطب رنانة وشعارات براقة ووعود زائفة.. حقا لم يأت أوباما بجديد فى خطابه الذى ألقاه بجامعة القاهرة..
بعيدا عن الانبهار والإعجاب سنجد أنه لا يختلف كثيرا عن سابقيه من الرؤساء الأمريكيين اللهم إلا فى لغة الخطاب التصالحية والكاريزما التى يتمتع بها ذلك الشاب الأسود ذو الأصول المسلمة، وكذا رشاقته وقدراته المسرحية وقدرته على دغدغة مشاعر الجماهير، فتأكيده على العلاقة الاستراتيجية بين أمريكا وإسرائيل، وتصريحاته بأن أمن إسرائيل من أهم مهامه وتناسى ما يعانيه ملايين المسلمين بأيدى الجنود الأمريكيين فى العراق وأفغانستان وباكستان وبأيدى حلفائه اليهود فى فلسطين..
وبخصوص إيران فبالرغم من لغة الحوار التى تنتهجها الإدارة الحالية معها إلا أن الهدف الرئيسى ما زال واحدا وهو حرمان إيران من امتلاك التقنية النووية حتى وإن كانت سلمية، وكرر أوباما كلام سلفه بوش عن حل الدولتين ولم يضع إطارا زمنيا ولا جغرافيا لتلك الدولة الموعودة.. وكيف ستقام وهل سيكون بينها تواصل جغرافى أم تكون عبارة عن كانتونات معزولة تدار بواسطة الأجهزة الإلكترونية المتطورة؟!
حماد إبراهيم جاد
هل هو تغير في لغة الحوار أم السياسة؟!
حول ما ذكره الكاتب هيكل حول احتمال التغيير فى السياسات الأمريكية، فلم يقل أحد على المستوى الرسمى الأمريكى أو العربى، أن الخطاب سوف يناقش تغييرا فى السياسات، ولكن جميع التصريحات كانت واضحة. إن الخطاب موجه للمسلمين فى العالم، لم يكن الخطاب موجها إلى دول الاعتدال كما ذكرتم، ولكنه كان خطابا عاما موجها للجميع. أوباما نجح باقتدار فى الانتخابات ولا يقلل من نجاحه، وبأن الظروف التى تمر بها أمريكا هى السبب فى نجاحه، فهو نجح لشخصه.
أولا.. وهل يحدد لنا هيكل ماذا يريد من أوباما أن يقول، وهو رئيس أكبر دولة فى العالم ويعلم الجميع أن الصهيونية العالمية تسيطر على صانعى ومتخذى القرار فيها؟ لم يصدر خطاب عن رئيس أمريكى متوازن إلى هذا الحد، مع أنه لا يرقى إلى طموحاتنا ولكنها بداية طيبة ودعونا ننتظر الأفعال، وحتى لو كان هذا الخطاب بمثابة تغير فى لغة الحوار وليس فى السياسة فلابد أن ننظر للجانب الإيجابى.
محمد عبيدو
نبرة مغايرة لهدف جديد
من الواضح جدا الوعى الطاغى والفهم العميق ووجهة النظر الثاقبة لهذا السياسى المحنك هيكل الذى أُجبر على اعتزال الحياة ليست الصحفية وحدها، ولكن أيضا الحياة المصرية التى هى فى أشد الحاجة إلى فكره العميق ورؤيته المتفتحة للأمور. ومن الواضح جدا أيضا لن أقول الكره ولكن المعرفة الثابتة بحجم الرئيس حسنى مبارك لدى الإدارة الأمريكية. وهى كما أشرتم لم تتعد العشرين دقيقة فقط التى استغرقها زمن الترحيب بضيف فى بيتك فما بالك بعرض قضايا الشرق الأوسط كافة عليه وأخذ النصيحة من الريس. نعم هى نبرة مغايرة لهدف جديد ومكر جديد علينا أن نعيه، وإلا كالعادة سنسير غنما تجرنا خلفها!. خسارة أنك جئت فى زمن الطغاة والأفاقين!.
أحمد علام
عرض مسرحي رفيع المستوى
بالفعل وكما قال الأستاذ هيكل إن أوباما قام بعرض مسرحى رفيع المستوى، والهدف منه تفريغ الطاقات التى كانت تقول لا لأمريكا وإسرائيل معا والدليل زيارته للمحرقة اليهودية وأيضا مؤتمره الصحفى فى فرنسا والذى قال فيه بالحرف الواحد: «إن العلاقات بين أمريكا وإسرائيل لن تهتز أبدا»، صحيح ما ذكره الأستاذ هيكل بأن مكان صنع السياسة الأمريكية فى الكونجرس وليس جامعة القاهرة ولكننى أرى هنا أن ننظر إلى الجانب الآخر وهو الجانب الإيجابى جدا من ناحية أن أوباما غير نظرة الأمريكان والغرب، بل والعالم للمسلمين وهذا ما لم نستطع فعله على مدى 8 سنوات منذ أحداث 11 سبتمبر. ولكننى أرى أن أوباما فتح باب السياحة لمصر بزيارته إلى مسجد السلطان حسن، وإلى الأهرامات بل إلى مصر عامة، ويجب أن نستفيد مما فعله الرجل بقدر الإمكان..
محمد عاطف
التغير ليس بتغير الوجوه!
لاشك أن الصواب هو فيما جاء به الأستاذ الكبير هيكل ومن يعتقد أو يتأمل تغيرا فى سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بتغير وجه رئيسها فهو غير قادر على الخروج من حياة العالم الثالث الفطرية إن صح القول. ولى رجاء وهو ألا تحرمونا من باقى اللقاء مع الأستاذ الكبير عبر موقعكم الإلكترونى حيث إن جريدة «الشروق» لم تصل إلى الرياض، وأنا أتابعها بصورة مستمرة لأننى أرى فى تلك الجريدة ملاذا أبحث عنه منذ زمن من خلال أسماء الكتاب واتجاه سياستها.
حسن بن ناصر
لماذا نقلل من أنفسنا؟!
لطالما كنت أحتار فى أمرك فأنت رجل موسوعة بكل المقاييس، ولكنك تمثل حقبة لا أهواها، وكنت تابعا لرجل أضر مصر أكثر مما نفعها.. ودائما أتساءل لماذا تريد تهميش دور مصر وماذا تريد أكثر من أن يلقى أوباما خطابه من جامعة القاهرة؟ هل تعتقد أنه هناك دولة ترفض هذا الحدث؟!، وأقسم أن هذا الأمر لو عرض على إيران لوافقت بلا تردد أو حتى كوبا أو فنزويلا فما بالك بدولة معتدلة ذات علاقات تاريخية كالسعودية.
هشام شلبى
لنعد حساباتنا
أتفق مع ما جاء على لسان الأستاذ هيكل، وأرى أنه ما زال كثير منا تبهرهم بلاغة القول وطلاوة الكلم ويقع أسيرا للين الخطاب، خاصة إذا كان صادرا عن الإدارة التى تغير الحكومات التى وصلت إلى كراسى السلطة بغير خيار ديمقراطى نزيه. لم يأت أوباما إلينا ليسهم فى انتشالنا مما نحن فيه من فقر وفساد وجهل وقهر بل ليجمل صورة بلده الذى قبحه سلفه، والذى أوصل العالم إلى هذه الأزمات وأكبر مأزوم بلده الذى مازال يسفك الدماء فى أفغانستان وباكستان وبسلاحه يقتل أبناء فلسطين وتدمر بيوتهم.
ثم لينبه ويحذر من المساس بأمن الكيان الغاصب حيث العلاقة بينهم (غير قابلة للكسر).. ولا تنسوا تدفق النفط بسعر رخيص للمواطن الأمريكى مع أن الدول المنتجة ترفع السعر على مواطنيها المعذبين فى الأرض. علينا أن نعيد حساباتنا إن كان أصحاب القرار لديهم بقية من إنسانية!.
فوزى الدرمللى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.