صدر العدد الأول من مجلة "العربي العلمي" الشهرية، وهي مجلة ثقافية علمية مصورة يرأس تحريرها سليمان العسكري، وتصدر عن وزارة الإعلام في دولة الكويت. وفي افتتاحية العدد يؤكد العسكري أن "أحد أهداف هذه المجلة هو بحث أسباب القطيعة بين الذهنية العربية والعلوم، تأسيسا على ملاحظة بديهية تقول بأن العقل العربي الإسلامي قدم يوما للعالم منجزا لا يستهان به في العلوم، خصوصا في مجالات الطب والعلوم البصرية... كما أن المجلة تصدر عن يقين بأن المنهج العلمي ليس مجرد معادلات صماء تصاغ داخل المختبرات المغلقة، بل منهج فكري يستطيع الفرد أن يدرك من خلاله كل ما يحدث من حوله وفقا لأسلوب علمي يعتمد على الأسباب والنتائج".
ويختتم العسكري بقوله:"إن صدور مجلة متخصصة في الثقافة العلمية من دولة الكويت هو استمرار للنهج الذي استنته الكويت منذ عشرات السنين وأصبح جزءا من رسالتها لأمتها العربية، ألا وهو الدعم المتواصل للثقافة العربية، وللعلم والعلماء العرب في كل مكان".
ويتضمن العدد حوارا مع الدكتور فاروق الباز، يلقي فيه الضوء على مشروعه لممر التنمية والتعمير في مصر وكلفته والطريقة المثلى لتحقيقه، مشدداً على دعوة الشباب للتفكير العلمي والاهتمام بالعلوم باعتبارها الوسيلة الرئيسة لدخول عصر المستقبل.
في زاوية "بورتريه" يعرفنا المترجم طارق راشد بأحد قامات علم الرياضيات وهو بنوا ماندلبروت: الأب الروحي للهندسة الكسرية، بينما يكتب الدكتور شريف الإسكندراني حول تكنولوجيا النانو وصناعة الغزل والنسيج، موضحاً تفاصيل الثورة المتوقع حدوثها في هذه الصناعة بعد دخول تقنية النانو إليها.
وفي إطار محاولة قراءة الثورات العربية التي تهب نسماتها حولنا في المنطقة، تنشر مجلة "العربي العلمي" موضوعا بعنوان "ولدو ليتمردوا"، يلقي الضوء على جين التمرد داخل الإنسان وتسببه في تطويع طاقته للتمرد والثورة، خصوصا إذا قرر أن يتخذ موقفا معينا للمطالبة بحقوقه الإنسانية.
كما يبحر الموضوع نفسه في تشريح عقل المراهق وتكوين الدماغ في مرحلة المراهقة ملقيا الضوء على جين التمرد في هذه المرحلة وكيف يعمل وفقاً للتفسيرات الطبية والعلمية. كما يلقي الموضوع الضوء على أبرز الشخصيات في العالم ممن عرفوا بتمردهم .
وفي باب "مخطوطة علمية" يلقي الدكتور يوسف زيدان الضوء على واحدة من المخطوطات العلمية العربية بعنوان "رسالة في العلوم الحديثة"، وهي واحدة من مخطوطات مجموعة بلدية الإسكندرية المحفوظة في مكتبة الإسكندرية، وتكمن أهميتها في أنها تجيب على سؤال مهم يطرحه زيدان في ثنايا عرضه لها بقوله: إذا صح الظن المشهور بأن الحملة الفرنسية هي التي حملت إلى ديار العرب العلم الحديث وحركة الطباعة خلال السنوات الخمس التي قضتها حملة نابليون بونابرت على مصر والشام (1798-1802) فكيف استطاع العرب أن يلحقوا بركب المعارف الحديثة والعلوم المتطورة بعد سنوات قلائل من رحيل الحملة؟
وفي باب تاريخ العلم يلقي الدكتور مرسي الطحاوي الضوء على شخصية علمية تاريخية وهو جيوردانو برونو، الذي ولد في العام 1548، وأظهر نبوغا مبكرا جعله يدرس العلوم، لكنه عاش مشردا بين موطنه ايطاليا وبين فرنسا ثم ألمانيا، وأعدم حرقا في سبيل العلم، حيث كانت له مؤلفات مهمة في الفلك تدعو الى أفكاره العلمية والفلسفية التقدمية المضادة لما ساد آنذاك من أن الأرض هي مركز الكون، فقال بأن الشمس هي المركز وأن الأرض تدور حولها .
والمجلة التي تصدر في قطع متوسط في 76 صفحة تتضمن عددا من التبويبات العلمية مثل التكنولوجيا والأخبار العلمية والملفات العلمية، إضافة إلى تبويب مشوق بعنوان "فضاء الأسئلة"، يجيب إجابات علمية على العديد من الظواهر التي تمر بنا في حياتنا اليومية.
وفي باب الكتب العلمية ُعرض كتاب حول العالم البيولوجي الشهير المعاصر ريتشارد دوكنز، بوصفه عالما فذا غير أفكار الكثير من المهتمين بالعلوم في أبحاثهم وأفكارهم.