"العربى العلمى" فى عددها الأول تفسر الثورات الشعبية العربية علميا

صدر عن وزارة الإعلام بدولة الكويت مجلة "العربى العلمى" والتى تتخصص فى الثقافة العلمية وتصدر بشكل دورى شهرى، المجلة التى تصدر فى قطع متوسط فى 76 صفحة، وتتضمن عددا من التبويبات العلمية مثل التكنولوجيا والأخبار العلمية والملفات العلمية، إضافة إلى تبويب مشوق بعنوان فضاء الأسئلة يجيب إجابات علمية على العديد من الظواهر التى تمر بنا فى حياتنا اليومية وفى إطار محاولة قراءة الثورات العربية التى تهب نسماتها حولنا فى المنطقة تنشر المجلة موضوعا بعنوان "ولدو ليتمردوا" وفيه يلقى الضوء على التفسير العلمى لفكر التمرد، عبر فحص لجين التمرد داخل الإنسان وتسببه فى تطويع طاقة الفرد للتمرد والثورة، خصوصا إذا قرر الفرد أن يتخذ موقفا معينا للمطالبة بحقوقه الإنسانية.
كما يبحر الموضوع نفسه فى تشريح عقل المراهق وتكوين المخ فى مرحلة المراهقة، ملقيا الضوء على جين التمرد فى هذه المرحلة، وكيف يعمل وفقا للتفسيرات الطبية والعلمية، كما يلقى الموضوع الضوء على أبرز الشخصيات فى العالم ممن عرفوا بتمردهم.
وقال الدكتور سليمان العسكرى، رئيس تحرير مجلتى العربى والعربى العلمى، فى افتتاحية العدد الجديد الذى يصدر الأول يناير 2012: بصدور هذا العدد الأول من مجلة "العربى العلمى" تكون "العربى" قد حققت هدفا غاليا طال التطلع إليه بإصدار مطبوعة ثقافية علمية مصورة موجهة للقارئ العربى، وللشباب بصفة خاصة، لترسيخ الوعى العلمى لدى القارئ.
وتضمن العدد الأول عددا كبيرا من المواد ذات الطابع العلمى، لكنها فى الوقت نفسه تحرص على أن تقدم العلوم فى شكل ارتباطها بالحياة اليومية للأفراد، وليس بوصفها مجرد موضوعات علمية محضة أو مجردة، ويقول الدكتور العسكرى: "إن أحد أهداف هذه المجلة هو بحث أسباب القطيعة بين الذهنية العربية والعلوم، تأسيسا على ملاحظة بديهية تقول بأن العقل العربى الإسلامى قدم يوما للعالم منجزا لا يستهان به فى العلوم، خصوصا فى مجالات الطب والعلوم البصرية، كما أن المجلة تصدر عن يقين بأن المنهج العلمى ليس مجرد معادلات صماء تصاغ داخل المختبرات المغلقة بل منهج فكرى يستطيع به الفرد أن يدرك من خلاله كل ما يحدث من حوله وفقا لأسلوب علمى يعتمد على الأسباب والنتائج".
ويختتم العسكرى قوله: "إن صدور مجلة متخصصة فى الثقافة العلمية من دولة الكويت هو استمرار للنهج الذى استنته الكويت منذ عشرات السنين وأصبح جزءا من رسالتها لأمتها العربية، ألا وهو الدعم المتواصل للثقافة العربية، وللعلم والعلماء العرب فى كل مكان".
ويتضمن العدد حوارا مع الدكتور فاروق الباز يلقى فيه الضوء على مشروعه لممر التنمية والتعمير فى مصر وتكلفته والطريقة المثلى لتحقيقه، مشددا على دعوة الشباب للتفكير العلمى والاهتمام بالعلوم باعتبارها الوسيلة الرئيسة لدخول عصر المستقبل.
فى زاوية "بورتريه" يعرفنا المترجم طارق راشد بأحد القامات السامقة لعلم الرياضيات وهو "بنوا ماندلبروت"، الأب الروحى للهندسة الكسرية، بينما يكتب الأستاذ الدكتور شريف الإسكندرانى حول تكنولوجيا النانو وصناعة الغزل والنسيج، موضحا تفاصيل الثورة المتوقع حدوثها فى هذه الصناعة بعد دخول تقنية النانو إليها.
وفى باب "مخطوطة علمية" يلقى الدكتور يوسف زيدان الضوء على واحدة من المخطوطات العلمية العربية، بعنوان رسالة فى العلوم الحديثة وهى واحدة من مخطوطات مجموعة بلدية الإسكندرية المحفوظة فى مكتبة الإسكندرية، وهى مخطوطة مهمة، لأنها تجيب على سؤال مهم يطرحه زيدان فى ثنايا عرضه للمخطوط بقوله: إذا صح الظن المشهور بأن الحملة الفرنسية هى التى حملت إلى ديار العرب العلم الحديث وحركة الطباعة خلال السنوات الخمس التى قضتها حملة نابليون بونابرت على مصر والشام (1798-1802) فكيف استطاع العرب أن يلحقوا بركب المعارف الحديثة والعلوم المتطورة بعد سنوات قلائل من رحيل الحملة؟
فى باب تاريخ العلم يلقى د. مرسى الطحاوى الضوء على شخصية علمية تاريخية وهو جيوردانو برونو، الذى ولد فى العام 1548، وأظهر نبوغا مبكرا جعله يدرس العلوم، لكنه عاش مشردا بين موطنه إيطاليا وفرنسا ثم ألمانيا، وأعدم حرقاً فى سبيل العلم، حيث كانت له مؤلفات مهمة فى الفلك، داعيا إلى أفكاره العلمية والفلسفية التقدمية المضادة، لما ساد آنذاك من أن الأرض هى مركز الكون، فقال بأن الشمس هى المركز وأن الأرض تدور حولها، وفى باب الكتب العلمية يعرض كتابا حول العالم البيولوجى الشهير المعاصر ريتشارد دوكنز، بوصفه عالما فذًّا غير أفكار الكثير من المهتمين بالعلوم فى أبحاثهم وأفكارهم.