اهتمت الهيئة المصرية العامة للكتاب بتوثيق أحداث ثورة 25 يناير سواء فيما يتعلق بالجانب العلمي التوثيقي، أو فيما يتعلق بالجانب الإبداعي . لعل أهم الإصدارات في هذا الصدد هو كتاب "ثورة 25 يناير .. قراءة أولية ورؤية مستقبلية"، وهو مجموعة من الأبحاث اشترك فيها 27 باحثا وخبيرا سياسيا وحرره عمرو ربيع هاشم، ونفدت طابعته الرابعة حتى الآن . يضم الكتاب أبحاث عن مقدمات الثورة، ويرجعها إلى حالة احتكار السلطة من قبل الحزب الحاكم ، وظهور الحركات السياسية مثل "كفاية"، واندلاع الثورة التونسية .
فيما يتعرض الباب الأول للقوى المشاركة في الثورة، راصدا، في البداية، تأثير حركات الاحتجاج السياسي وموقف جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب السياسية، بينما يتعرض في الباب الثاني تفصيلا لأداء النظام السابق أثناء الثورة، وفي الباب الثالث لأداء المؤسسات الأمنية والعسكرية خلال الثورة، كما يرصد الكتاب في الباب الرابع الأبعاد الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للثورة .
وفي هذا السياق ، أصدرت هيئة الكتاب "يوميات ثورة الفل" للباحث نادر فرجاني، وفيه يقدم المؤلف رؤيته السياسية لمشهد ثورة يناير بعد رموز رحيل النظام السابق، ويضم أكثر من 30 مقالا نشرها المؤلف عن الثورة في عدة صحف مصرية وعربية ومواقع إلكترونية.
و يطلق المؤلف على الثورة "ثورة الفل"، تلك الزهرة التي تحظى بمكانة في الوجدان المصري، ويرى أن أهدافها هي إقامة نهضة إنسانية، تتوخى ضمان الحرية والعدل والكرامة الإنسانية للجميع في ربوع مصر، في سياق من العزة للوطن، ويرى أن الحد من الاحتجاج الشعبي يقوم على إقامة العدل، وأوله أن تقوم الحكومة فورا على ضمان حد أدنى من العيش الكريم اللائق لجميع المصريين، ليس فقط في المسكن والمأكل، بل أيضا في توافر الرعاية الصحية اللائقة، والتعليم الجيد.
وبالإضافة إلى الأعمال الفكرية، صدرت عدة أعمال إبداعية تتناول الثورة، منها دواوين "أرفع رأسك عاليا" للشاعر البارز حلمي سالم، فيما بدأ الشاعر حسن طلب ثلاثيته الشعرية "أنجيل الثورة وقرآنها"، وضمّن الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي ديوانه الأخير "طلل الوقت" قصائد عن الثورة بعد توقف عن الكتابة دام 20 عاما.
ومن إصدارات الهيئة العامة يأتي "أنس الحبايب" وهو آخر ما كتبه الراحل خيري شلبي، ويكشف فيه عن خلطة الكتابة والحكائية التي كان يجيدها المبدع الراحل الذي توفي هذا العام أيضا، و"طبائع الاستبداد وأم القرى" لعبد الرحمن الكواكبي، و"أقباط مصر" لبربارة واترسون وترجمة إبراهيم سلامة، و"المسحراتي" لفؤاد حداد، والأعمال الكاملة لصلاح جاهين.